…
على أعتابِ أبجديّتي
عاتَبتْني حُروفي
علنًا وسرّا
…
ما بالُكِ
رفَعتِ الحيَاء عنِّي
وجرَّدتِني
من ثيابي جهرا
…
ما عدتُ حروفكِ
التي صوَّرتِها
على قسَمات وجهي
كانت مجرّد حبْرا
…
صَيّرْتني
بجنون اللّيل
إعصارًا وجمرا
…
وضيّعتِ حُروفي
ألفٌ
خاءٌ
وهاءٌ
بينما كانت
في شِغاف اللّيل
تقطُرُ سرّا
…
وتنامُ
مع همس العيون
ورمش الجفون
وعلى رمّانتيكِ
وخَصْركِ
تَعبق عِطرا
…
ورسَمتِني اليوم
شوقاً ينادي
من تحت اللّظى
إنّي أريد طُهرا
…
وكتَبتِني
على سُطُور الأيّام
وعَشقْت قراءتِي
سطراً فسطرا
…
وكلّما قُلتُ كفَفْتِ
هَمَمْتِ
وزِدتِني بدل المرّة عشْرا
…
وتحلَّقت بِي
بجناح الحبّ تارةً
وتارة
تهوين بي غدْرا
…
وأنتِ الهاربةُ من شِفاهي
وأنا لك وطنٌ أكتُبه
نثراً وشعرا
أَبيْتِ أنْ تحتويني
وكنتِ منّي
الجَلاَّد والصّقرا
…
مهماً كتبتِ
هي الحياةُ بلونيْها
أبيضٌ وأسود
وكلّ ما فيها
يبقى حُلْوُها مُرّا