لِيْ صَوتِيَ الآتي مِنَ الغَيْمِ
وَرَحِيقِ كَلِمَاتٍ تَبْعَثِينها
مِنْ فَضاءِ روحِكِ السَّحيقِ
وَبَسمَةٍ تُطلقينَها
تُرَفْرِفُ حَولَ كُرومِ الذِّكرياتِ
تَمْسَحُ غُبارَ الصَّمتِ عَنْ غُربتي
وَلِي انتظاري الدّامعِ
وأوجاعُ أنفاسي العاثراتْ
والعابقاتُ حلكةً بمرارةِ الليلْ
ولي اشتهائي لفوضى العِناقِ
واحتضانُ خصلةٍ من دفءِ همسكِ
وبحّةُ النّظراتِ الهائمةِ بالبَوْحِ
وأسرابُ الموجِ الرَّاحلِ من عينيكِ
ولي اتّساعُ المسافةِ
مابينَ الآهةِ والشّهقةِ الحالمة
وسنديانُ العمرِ الصّاهلِ بشوقهِ
وأحجارُ العواصفِ التي سدَّتْ
على الخريفِ انهزامَ البرقِ
واستَعَرَتُ واحةَ الهيامِ الشّاهقِ
بارتعاشِ الأصابعِ الحانياتِ
والرّاعفاتِ تَوْقاً للاحتضانِ
ولي من طهرِكِ حمائمُ بيضاء
تصفّقُ بأجنحتها فوقَ الهواجسِ
تحلّقُ في بحارِ نجوى العذوبةِ
الآخذةِ بالهديلِ وقتَ الغروبِ
حينَ يتراخى السّرابُ الممتدُّ بالمدى
ويبزغُ من عينيهِ قوسُ قُزَحٍ
النّابتُ اشتعالاً من فتنتِكِ
أنتِ يا أقحوانةَ الماءِ العَطِشِ
لندى الآفاقِ جوعاً للحنينِ
لي دربُكِ الذي يُفضي للجنونِ
وإلى احتمالاتِ نهايةِ الشّكوى
أو بدايةِ تكوينِ القصيدة
على قارعةِ الحبِّ الحميمِ
المدجَّجِ بِوَلَهِ الموتِ الأبديِّ *.