توارى في الجوانح ما توارى
هوى فضحته سيدة العذارى
فثار الوجد في جسدي لهيبا
أقل حروره لفح الصحارى
وبت ولست أدري أي شيء
ولم أشهد كؤوسا أو سكارى
ولكني سكرت بحب ظبي
سقاني عذب مبسمه عقارا
ولست اود من سكري فواقا
وأطمع لو يعاودني مرارا
ولو اهل الهوى شربوا بكأسي
لخاضوا في حقائقهم حيارى
ولو ملكوا فؤادا مثل قلبي
لما وجدوا النوى الا خسارا
وكيف أطيق عن ليلى سلوا
وليلى خير من ترعى الجوارا
وتحفظ غيبتي في كل آن
وتغلو في محبتنا افتخارا
تقول: أرى هوانا ليس يبلى
وكم أبلى الزمان لنا دثارا
أرى الأشياء حولي في اصفرار
وهذا الحب يزداد اخضرارا
وكم أضفى علي ثياب حسن
وزاد محاسني منه عمارا
وكم عبأت منه سلال عمري
فواكه أو زهورا أو ثمارا
وما أحلى الهوى الفياض صدقا
وما أخزاه حبا مستعارا
رعى الرحمن ليلى من فتاة
أرى في قربها ما لا يدارى
أصرح عندها بعظيم حبي
وأخبرها بأشواقي جهارا
وأكشف عن فؤاد مستهام
يكاد أمامها يهوي انشطارا
ولو قصدت جميع الناس دوني
لجاءوها بلا حرب أسارى
أنست بها وكانت في حياتي
متى ما اشتد بي يأس مزارا
وآنس عندها في الحر ظلا
وآنس عندها في البرد نارا
ولم أجد الهوى في ظل ليلى
هوانا أو _كما قد قيل_ عارا
وكم في الحب قد ذلت رؤوس
ولم أزدد به إلا وقارا
كأني فوق عرش الحب وال
آصرفه يمينا أو يسارا
ولو كل الحسان كمثل ليلي
لتابت من ضلالتها النصارى
ولم يعرف أخو حب عذابا
ولا عانى المحبون الدوارا
فليلى في النساء أحن قلبا
وليلى في الحسان أعز دارا
وليلى ألطف النسوان قولا
وأجملهن إكليلا وغارا
رضيت بحبها تاجا وأرضى
به قيدا وأرضاه سوارا
فطيبة قلبها ليست تضاهى
وفطرتها السليمة لا تجارى
بها فتن الفؤاد وكان حقا
عليه وما استشار ولا استخارا