يا رب قوم تمادوا في أذيتنا
لأجل حكمٍ وقد تاهت بنا السبلُ
طالت وأرواحنا عَدّت حناجرنا
ما عاد فينا لنجتاز الأذى أملُ
فما تبقّى بنا للعيش من أملٍ
بجهلهم والتمادي إنهم قتلوا
في حربهم قد مضت أعمارنا عبثاً
لم يتركونا فمن أجسادنا أكلوا!
ضاقت بنا هذه الدنيا بما رحبت
فالجوعُ ينهشنا وازدادتِ العللُ
أودى بنا جهلهم صوب الهلاك وهم
رغم المآسي ورغم الويل ما عقلوا!
متى نرى أخذك المرجوَّ عاقبةً؟!
فهم لِما لم يصل مَن قبلهم وصلوا!
………وَطَنِي الْجَرِيح…………
لِمَاذَا يَا بَنِي قُومَى تَجَافَتْ
قُلُوبُ الصَّحْبِ وَازْدَادَة جُرُوحًا
وَحَالُ الْعُرْبِ لَا يَغْدُو مُسِرًّاً
وَصَوْتُ أَنِينِنَا يَغْدُو فَصِيحًا
دِمَشْقٌ تَرْتَجِي صَنْعَاء لَكِنْ
أَنِينُ الْقُدْسِ يَعْلُو مِنْ أَرِيحَا
نُهَرْولُ لِلسَّلَامِ بِكُلِّ دَرْبٍ
وَلَكِنْ لَمْ نَجِدْ دَرْباً صَحِيحَا
وَنَرْجِعُ وَالْمَسَاعِي مُنْهَكَاتٌ
وَيَرْتَدُّ الصَّدَى الدَّاوِي فَحِيحَا
امَا أَنَّ الَاوَانَ لِكَيْ نَرَاكَ
سَعِيداً مَاجِداً حُرَّاً صَحِيحَا
الَم يَكُفُّ الْبُغَاةُ عَلَيْكَ مَا قَدْ
ارَادُوهُ مِنَ الْبَلْوَى قَبِيحَا
فَلَا الْأَطْفَالُ مِنْهُمْ فِي امَانٍ
وَلَا الْعُزَال قَد امْنُوا الْجُرُوحَا
وَصَمَتُ الْكَوْنُ عَنْهُمْ شَرٌّ امْرٌ
عَمُوا حِيناً وَصَمُوا فَاسْتُبِيحَا
وَعُنْوَانُ الْقِتَالِ كَلَامُ حَقً
أَرَآدُ بِهِ مِنَ الزَّيْفِ الصَّرِيحَا
وَكَانَ سَعِيدً وطَنِي فَأَضْحَى
حَزِيناً مَثْخَناً كَلًّا جَرِيحَا
أَمَّا مِنْ عَاقِلٍ يُنْهِيكِ حَرْبًاً
فكُلُّ ُّحَدِيقَةٍ أَمْسَتْ ضَرِيحَا
محمود السبئى