رواق القصة القصيرة

ترميم ذاكرة / بقلم : محمد حسني عليوة

      استيقظتْ فزعة على دويّ صوت مروّع. فركت عينيها بيدين مرتعشتين..تنبهت بنظرة غائبة لسقف الغرفة وهو يتداعى، لأربعة جدران تستقطبها دائرة مغناطيسية هي مركزها.. واتسقت أكثر مع الغربة الموحشة وهي تفتح جناحيها السوداوين محلقةً فوقها. تحركت قليلًا لتشعل لمبة الأباجورة القريبة منها.. فجأة اتسعت حدقتاها.. نزلت من فوق السرير كطفلة مذعورة. لم تسعفها قدماها الوقوف طويلا، فجلست على …

أكمل القراءة »

شوك صغير / بقلم : الأديبة الأردنية فداء الحديدي

    تهوي برأسها إلى المكتب , تنهمر الدموع من عينيها كنهر جريح , تنهدات من روحها شهقاتها تتعالى كهدير موج متراكم فوق شاطئ حزين , تنظر إلى صورة طفل . تحضنها , تعود إلى البكاء من جديد , يد رقيقة تداعب خصلات شعرها الداكن كليل مظلم . صوت هامس يطرق أذنيها , جعل بريق عينيها يخمد شيئا فشيئا كجمر …

أكمل القراءة »

وصية من رماد / بقلم : حمزة شيوب

على صخرة كبيرة داخل البحر جلست ، لا أدري لماذا قاطعت كل هذه الأمتار  بالسباحة لأتسلق هذه الصخرة الضخمة الكائنة فيالبحر ، جلست أراقب البحر وشساعته ، فِكْرة الإنتحار لا تفارقني ، الجبن والخوف من العدم يجعلانني أتردد في فعل ذلك ، لكنمهما طالت الحياة لن أسمح للزّمن  أن يقتلني ، سأُخلِّص نفسي بنفسي من عبئ هذه الحياة ، الحياة التي خُلقت لتقهرنا كل يوم ،   أينما ذهبت يأتني إحساس بعدم الإنتماء ، وبأني غير مفيد وأحمق تافه ، حتى على هذه الصخرة الكبيرة يراودني هذا الإحساسالغريب ، أسوء شيئ يقع للإنسان هو اليأس ، لو لا فكرة الإنتحار لما إستطعت مقاومة الحياة في ظل هذه الكآبة المسيطرة ، لأننيالأن أعرف أني أستطيع أن أنهي حياتي متى ما شئت ، لا أدري لماذا هذا التأخر في فعل ذلك ، رغم معرفتي اليقينية ان الهدف الحقيقي من هذه الحياة هو الموت ،   نزلت على الصخرة عائدا إلى الشاطئ ، أحمل معي وساويسي وحقدي على هذا العالم الذي جاء خصيصا ليعاقبنا على خطئ إرتكبهآدم ، فحسمت في قراري أن أنهي هذه الحياة الحزينة بالتفكير في الإنتحار حتى أمتلك الجرأة الكاملة لفعل ذلك ..   امشي علىالشاطئ وحدي احمل محفظتي اسير بلا واجهة ولا هدف ،اصبحت لا اهتم بشيء ، ولا يهمني شيئ ، حتى إني لم اعدأهتم بنبضات قلبي ، فقط أنتظر لحظة وقوفها كي أرتاح من تعب الدنيا وتعب التفكير في الإستمرار في العيش ، اسير في وجهةمجهولة ابحث عن الخلاص في ازقة مظلمة ،كل مكان اقصده يحيط بي العدم ، أحس أني نكرة ، لم يعد لأي شيئ معنى، الشيالوحيد الذي انتظره هو لحظة وصول دوري في الموت .   فجأة أجد نفسي وسط حشدٍ من المتبحرّين يسيرون على الشاطئ ، اسير معهم بمحذاة البحر ثم اقف لخمسة دقائق متأملا شعوريبالموت القريب ، ثم استمر في المشي ، لا يخيفني شعوري بالموت لأني طيلة السنوات التي امضيتها في الحياة ما عشتها يوما ، انيسأنجو من هذه الحياة التي سلبت مني كل شيئ .. سأنجو منها .. إني سأنجو…”   سأنجو من غرفتي القذرة وبؤسها ، ومن صوت صاحب الغرفة في اواخر الشهر ، ومن ألم بطني من شدة الجوع ، اثنى عشر سنةكانت كافية حين قال لي أبي أنت الأن رجل ، ليس لك مكان هنا معنا في البيت ، إما أن تكون أو لا تكون ، تساقطت دمعتين علىخدي أمي حين رأتني اجمع اشلاء ملابسي ، وسرعان ما تحولت الدمعتين الى فيضان من البكاء حين ادرت ظهري إليها وقصدتالرحيل .   أبي لم يكن معي قاسيا ، فقط اراد ان اكون . وصلت إلى ربع قرن من عمري وما زلت يا أبي أنا أنا ، غير أن الزمن غير ملامحوجهي ، لم اعد غليظا كما كنت ولا وسيما كما كانت تخبرني دائما امي ،وجهي اصبح متجعدا ، لا استطيع النوم في الليل الا حيناشرب اقراصا مهدنة أو إن تعاطيت مخدرات الكيف ، انك يا ابي حكمت علي اني رجل حين كنت في الثاني عشر من عمري ، ومازلت اتألم على مسؤولية حملتها لي وانا صغيرا ،   إن احساسي بالموت يزورني يوما بعد يوم ، الزمن انهك جسدي النحيف ، وما تبقّى منه انهكته الأيدي القاتلة ، لا تذرفو علي الدموعحين اموت ولا تترحموا علي ، فقط احرقو جثتي وادفنو رمادي قرب بيتي كي اشعر بدفئ امي الذي حرمت منه منذ ثلاثة عشر سنة..    

أكمل القراءة »

أحاديثُ العرّافةِ / بقلم : عادل العجيمي

1- مكالمة قلْتُ للعرّافةِ : حتَّى الآن لم يتصلْ بي أحدٌ ليخبرني إنْ كنتُ على قيدِ الحياة أمْ أن الخبرَ الذي تصدَّر ثرثراتِ المقاهي عن وفاتي كان صحيحًا ..   قالت : انتظرْ حتى الصباح  تعددت الصباحاتُ والمساءاتُ ثم هطلتْ أمطارٌ غزيرةٌ وأحرقتِ الشموسُ بقايا عيدان الحطب وأنا أضعُ هاتفي أمامي .. 2-  لمسة أعطيتُها كفِّي لتقرأ لي الطَّالعَ .. نظرتْ …

أكمل القراءة »

فيكساتور / بقلم : رباب هلال – دمشق

    المرأة التي لا تني تهطل في أوّل البدايات، أو التي تُسقِط منّي البدايات دائماً، تتشبّث بي. مراراً، حال أخلعها، لا تكاد تسّاقط عنّي مثل ثياب مكوّمة للغسل، حتّى ترتديني مرّة أخرى، بالبقع ذاتها، باللون الكامد عينه. الآن هي تحتلّني. أحاول أن أنسلّ منها عبر النافذة المشرعة، وعبر ليل صيفيّ مسربل بالخريف، فتغمز لي الأضواءُ ساخرة، تشعّ حيناً، وحيناً …

أكمل القراءة »

ما لم يُقل في (الطريق من إيلات)..!/ بقلم : عمرو الرديني

“مُهداة إلى: اللواء/ نبيل عبد الوهاب، بطل العملية (إيلات)..”     أستشعرُ خِفَّة وزني كما كنت دائمًا أستشعر خِفَّة ظلي.. كنتم دائمًا ما تخبروني بذلك.. أتذْكُر ذلك يا صديقي؟ أتذْكُر في جلسات سَمرنا –وما أكثرها– حين كنت أُلقي عليكم النكات؟ سنوات مرَّت ثقيلة.. يُلقي فيها العدو القنابل، وأُلقي أنا بالنِكات.. وهل كنَّا نملك غيرها؟ حين كنت أُقلِّد لكم الصول “مِعتمِد” …

أكمل القراءة »

حدث ظهرا / بقلم : ماهر طلبه

  الشمس كانت حارقة، الجو خانق، الأتوبيس مزدحم، وهي كانت واقفة تنز ماء من مسام جلدها، حين وفجأة وقف خلفها هو، حاله كان كحالها تماما، الماء ينز منه ويندفع.. رغم الزحام لم يحاول أن يلتصق بها رغم الشيطان الذى يوسوس له، ورغم انتظارها الذى كان يبدو واضحا من تأهبها لرد الصاع صاعين.. ربما تكون رائحة العرق هي ما منعه، وربما …

أكمل القراءة »

حين تسقط ورقة التوت عن أوهامنا / بقلم :

    الدخان كثيف، روائح التبغ والمشروبات الكحولية، وموسيقا الجاز  تملأ الأجواء في البار الذي يقصده كل مساء سكان الحي المجاور، والذي يفيض الفقر عن حاجة قاطنيه، لكنهم لا يتوانون عن طقوسهم مهما جاعت بطونهم، يجدون في الخمر الرديء الذي يقدمه لهم يعقوب، ملاذًا آمنا، وهروبًا من أرقٍ سيُلقي القبض على غفوتهم فيما لو لم يأتوا إليه، مُحمَّلين بكوابيس ليلتهم …

أكمل القراءة »

الزورق الورقي / بقلم : سريعة سليم

      وأَنَا أَسِيْرُ بِحَذَرٍ تَحْتَ المطَرِ, خَشِيْتُ أَنْ تَتَبلَّلَ الأوْرَاقُ الَّتي بِيَدِيْ, أسْرَعْتُ صَوْبَ البَيْتِ, وما زَالَتْ تَجُوْلُ فِي ذِهْنِيْ جُمَلُ المَوْضُوعِ الَّذيْ عَلَّمَتْنِيْ إِيَّاْهُ جَاْرَتُنَاْ سَلْمَى. تَبَادلْتُ مَعَهَاْ الكَثِيْرَ مِنَ الأَفْكَارِ الُمنَاْسِبَةِ, وَغَيْرِ المُنَاْسِبَةِ حَوْلَ كَيْفِيَّةِ الاِهْتِمَاْمِ بِالآخَرينَ, ومُعَالَجةِ أَسْبَاْبِ الكَسَلِ وَالإهْمَالِ, وَمَاْ يَتَرَتَّبُ عَليْنَاْ مِنْ نَصَاْئِحَ مُهمَّةٍ تُقَدِّمُ الفَاْئِدَةَ وَالمَنْفَعَةَ لِلمُجْتَمَعِ. تَذَكـَّرْتُ كَمْ ضَحِكَتْ سَلْمَى حِيْنَ …

أكمل القراءة »

صباح خفيف / بقلم : أمينة الصنهاجي

إنه يهطل  بلا توقف هذا الوقت لم يعد يسيل ..صار يتشظى في  كل  اتجاه .. ثم يتساقط كلمات و حروف من ضوء .. . كان شوبنهاور يتسكع على  خط واضح ، يقول لي بلغة الواثق :   “من الناذر أن نفكر في ما نملك ، بل نحن نفكر .دائما في ما ينقصنا ” . ما رأيك أن ما نملكه يدفعنا …

أكمل القراءة »

من  يقرع جدران الخزان /  بقلم : القاص أحمد القزلي

مليان  مليان … لا اذكر  تماما  اخر  مرة  سمعت  بها  هذه  الجملة ، لكنها  ترتبط قطعا  بحبال  الغسيل  العامرة  بالملاقط  والاستحمام اليومي  والمزاريب  والطرطشة  اللذيذةداخل الأزقة …  العتبة قد تفيد  النص  لكنها  تخدم اكثر  يتات البيوت  على مدخل الأزقة  وحفلات النميمة  وذكر  محاسن الطبيخ …   الطنجرة  تبدوة  بدون  غطائها  خالية  تماما  من الأقنعة والمكياج … ازالة المكياج  قد  يستهلك  وقتا  …

أكمل القراءة »

الجدار الصامت  / بقلم :  فداء الحديدي

موهبتي  منذ  طفولتي  كانت السبب  في  انهاء  فترة التدريب  قبل  تعيني  الرسمي في الصحيفة ، نت مجدا  مجتهدا ، كل  الشخصيا  كانت  تحت أمري  وأمر  قلمي ، أحركها  كيقما أشاء  ألاعبها  متى أريد . الجميع  حولي  يمتظر  دوره ، ظهوره العلني  كان محكوما  بقلمي ،  كنت مجبورا  على انهاء  العمل  الموكول  لي  قبل أ  يحل  المساء ، كلما انتهيت  من  …

أكمل القراءة »
error: Content is protected !!