رواق الشعر

ها أَنتَ تُخبِرُني بما لَم أُخبِرَكْ عَمّا يَدورُ وما جَرى كَيْ أَسأَلَكْ أَتَظُنُّ أَنّي لا أَرى، أَو أَنَّني لَم أَدرِ أَنَّكَ مَن تُداري مَنجَلَكْ لا، لا، وكَلّا، أَيُّها الجاني الَّذي قَتَلَ الطُّفولَةَ، إنَّ صَبريَ يُمهِلَكْ عَلَّكَ تَعودُ إلى الصَّوابِ وتَنتَهي عَن كُلِّ جُرمٍ صارَ فِعلًا مَنهَلَكْ وتُصِرُّ أَنَّ الأَرضَ أَرضُكَ، والَّذي خَلَقَ الأَنامَ يَرى حَقيقَةَ مَؤولَكْ أَنتَ الغَريبُ بِكُلِّ أَرضٍ، …

هـذي الحيــاة كما يقدر خالقك والعمــر فيهــــا للأمام يسابقك عش بالمحبـة والجمال لكي ترى طـــيب الحيـاة-كماتريد-يعانقك واحذر مـــن الأحقاد واترك دربها كــــي لاترى نكد الحياة يلاحقــك فـالحقـــد داء للنفـوس يُميتهــا لسواده يـــــــأوي سناك وبارقك واجعــــل حيـاتك بالتفاؤل جنة فأمامــــه-حتما-تهون عوائقك وانظر بعين القلب-كـــل صبيحة- للحسن وامض حيث قادك خافقك  

لاترحلوا فالعمرُ فيكم زاهيا يتجمّل دعكم هنا روضا وفيكم سيّدي ذا نَرفلُ لاترحلوا أيّامُنا أحلامُنا طفلُ المنى يحبو هنا يتسللُ لاترحلوا جئنا إليكم بعدما ولرُبّما أحوالنا عنها وعنّا تسألوا لاترحلوا بَسَط الغُرابُ جَناحهُ فيما بَقي يَتَأمّلُ لاترحلوا وابقوا على اعتابنا اغصاننا ظِلّا ومنكم سيّدي ذا نقبلُ لاترحلوا  

همسةً همسةً يغويها العبق زهرةً زهرةً أُشكِّلُ لكَ تَسقيني دمعَ الشموع بتَشوقِ وفراشةِ الضوء ولا يعودُ الليلُ كما نحن… حينَ صارَ البحرُ قِرْمِزِياً، والبدرُ بنفسجياً وارتدتْ الأرضُ ظلِّي ارتحلتْ شمسي إليكَ أن أسيرَ كما أردتَني وتتفجَّرَ في أترابي أورادٌ ثَرَّة أن أَوردَ كما أورَدتَني إليكَ أرُومُ، ومنكَ أرُومُ وسِّعْ عليَّ دِرْعَكَ، ولأنشطِرْ في سمائِك أنا الدائرةُ في جَفنِكَ خِفياً جِهَاراً …

ًإلى زوجتي العزيزة في ذكرى زواجنا الثانية التي تأتي وأنا بعيد بين البندقية، والميدان في ثكنات يسودها الصمت بلا هدوء، وليل يفتقد دفء البيوت… أكتب إليك لا كجندي يحمل السلاح، بل كقلب ينبض بحبك وحدك… أكتب لأقول إن الحب حين يكون صادقا لا توقفه الطوابير، ولا تؤخره رصاصات العدو، ولا يضعفه الصمت الطويل… هذه قصيدتي إليك من رجل واقف على …

في عَيْنَيْكِ تُشْرِقُ أَلْفُ شَمْسٍ لا تَأْفُلُ وَيَغْفُو اللَّيْلُ فِي هُدْبِ النَّهَارْ وَفِي رَمْشِكِ الْمَائِيِّ ضَوْءٌ لا يُرَى لَكِنَّهُ يَمْسَحُ الْغِيَابَ عَنِ الْمَدَى وَيَرْسُمُ الْعَالَمْ إِذَا نَظَرْتِ إِلَيَّ… انْزَاحَ مِنْ وَجْهِي الزَّمَانْ وَغَفَا اللُّغْزُ الْقَدِيمُ عَلَى يَدَيَّ كَأَنَّكِ فِكْرَةٌ هَبَّتْ مِنَ الْغَيْمِ الْبَعِيدِ وَلَمْ تَزَلْ… *** يَدَاكِ؟ تَرْفُرِفَانِ عَلَى جَبِينِي كَفَرَاشَتَيْنِ خَرَجَتَا مِنَ الطِّينِ لَكِنَّهُمَا تَحْمِلانِ نَدَى السَّمَاوَاتِ الْقَدِيمَةْ وَصَوْتُكِ… …

هزّت جراحُ الأمــسِ أركانَ الدُّجــى فأتــى الصبــاحُ يُبـَـدِّدُ الأحزانـا زالتْ ليالــي الخوفِ وانبلجَ الضُّحى وتَهدّمتْ أركــانُ مــنْ عــادانــا إنّــــــا بنــورِ العدلِ نَبنـــي مَجدنــــا ونَصُــدُّ ظُلْمــاً كــان قــد أَضنانا إنّا زَرعنــــــــا في المــدىْ أَحلامَنــا حتـّــى غَدَتْ أَزْهــارُهـــا تيجانا يتراقصُ الأمــلُ الجميــلُ بخافقـــــي ليضيءَ فيْ ساحِ المدَى الأكوانا هذي البشائــرُ قـــــدْ زَهَتْ وَتَـــأَلَّقَتْ تَحكـــــيْ لَنـا مَجداً أضاءَ زمانـا وَسْطَ الرّيــــاضِ تمــايلتْ أغصانُـنـا …

تأتين من كلِّ مشتلْ بروعةِ الماءِ مبتلْ تأتين في الصبحِ حتى تغزين قلبي كمحتلْ أنتِ التي ذات عطرٍ أصبت قلبي بمقتلْ سلبت عقلي وإني من بعد نجواكِ مختلْ فالروحُ كالريحِ حيرى والقلبُ كالصبِّ معتلْ  

أسير وحيداً على الأرصفة أتمتم جراح المحبة أشتكي وتلك حبيبتي التي أشتهي .. تتقهد النوم على جفنها تضيء عيونها ولاتنطفي وليس القصائد ككل الغزل .. ولكن نشوتها ترتجي تضاجع الليل على وقته وتحكي رواها ولاتنتهي .. تعال نبدأ حبنا من جديد بعيداً عن الهجر ولن نشتكي .. أراك وحيدة بين النجوم يغازلني ليلك المستبيح هلم إلي نغني سوى ننام على …

يَــئِسَ الْمَالُ أَنْ يُـــعِزَّ الذَّلِيلَا وَأَبَىٰ الْـفَقْرُ أَنْ يَذِلَّ أَصِــــيلَا لَمْ أَجِدْ لِلْجَبَانِ خَصْلَةَ جُـــودٍ لَا وَلَا لِلشُّــجَاعِ كَـــفًا بَـــخِيلَا كُنْ كَرِيمًا بِالْفَقْرِ لَوْ مِـتَّ حُــرًّا لَاْلَئِيْمًا لَوْ عِشْتَ عُمْرًا طَوِيـــلًا كُــنْ كَمَا شـاءَكَ الْإِلـٰهُ بِـــــدَرَبٍ لَاْ تَــــرَىٰ فِيْهِ لِلْوُجُومِ سَبِــــيْلَا طَيّبًا شَـــامِخاً عَـفِيْفًا شَـــرِيْفاً وَ(جَميْلَاً تَرَىٰ الْوُجُودِ جَـــمِيْلَا)  

ياهاجري بالنّوى قد زدتَ في عذلي القلب في لَهَفٍ والنبضُ قد حفّه إنْ كنتَ لي ناسياً فالدربُ يوصلني إليكَ في نارِ شوقٍ زادني لَهْفَه إنّي رجوتكَ يا عُمري ويا أملي أنْ تعبُرَ الآنَ بي حُبّاً إلى الضفّه مالم فقل لي أعودُ اليومَ في حَزَنٍ أكف كِفُ الدمعَ مِن خدّي الذي شفّه وإن سمحتَ العبور اليوم تأخذني في أقرب الوقت لكن …

قطفت للشعر مـن باقـات أزهـاري وصغت للشعر من لوحات أفكاري ألبستـه مـن جمـال النــص قافيـة ردّدتـه طــربـا في عـزف قيثـاري أعددت للشعر والأقوال محبرتي سقيته رشفـةً مـن عـذب أنهــاري منحتــه ثقتـي أهديتــه أدبــي أخفيت في طيّه بوحي وأسراري فعشنا والشعر نحكي بعض سيرتنا رويت أخبـاره في بعـض أخبـاري