رواق الشعر

بِـفَـاتِـنَـتِي يَــشِـعُّ الـعُـمْـرُ ضَــيَّـا وَيُـشْرِقُ فِـي خَـفُوقِ القَلْبِ حَيَّا بِـهَـا هَـتَـفَ الـفُـؤَادُ بِـلَحْنِ وُجْـدٍ فَــكَـانَ لِـمَـسْمَعِي نَـبْـضًا شَـجِـيَّا سَـقَـتْ قَـلْـبِي حَـنِينًا ذَاتَ وَجْـدٍ فَـــأَرْوَتْ لَـهْـفَتِي وَالـشَّـوْقَ رَيَّــا سَــرَى فِـيـنَا الــوُدَادُ فَـصَارَ نَـبْعًا تَـدَفَّـقَ فِــي دَمِــي عِـشْـقًا نَـقِـيَّا فَـتُـهْدِينِي مِــنَ الأَنْـفَـاسِ عـطرا يَــفُـوحُ الـطِّـيْبُ مِـنْـهَا سَـرْمَـدِيَّا أُدَاوِي هَــمَّــهَـا بِــالـحُـبِّ لُــطْـفًـا فَــأَجْـنِـي وُدَّهَــــا رُطَــبًـا جَـنِـيَّـا أَفِــيـضُ لَــهَـا حَـنَـانًا وَاشْـتِـيَاقًا وَأَنْــسُـجُ عِـشْـقَـهَا شِــعْـرًا …

صوتُكَ يطرقُ أبوابَ روحي بقدَسِ، ويشعلُ جمرةً في دمي لا تنامُ بلمسِ، يُذيبُ المدى في عروقي ويزرعُ صمتًا على حافةِ النَفَسِ. الشوقُ بحرٌ مقيمٌ يجرُّ خطايَ إلى هاويةٍ من قبَسِ، يُفكّكُ أضلاعَ قلبي ويتركُ صخري رهينَ الغلسِ. أخفيتُ وجهَكَ كي لا أرى انكسارَ المرايا بظلِّ الجرسِ، لكنَّ طيفَكَ في القلبِ يبني معابدَ من همسِ. قدّمتُ قلبًا مقيمًا لديكَ ووشّحتُ عهدَكَ …

في مقلتيك بريقٌ بتُّ أخشاهُ وجذوةٌ من غدٍ لاحتْ نواياهُ أوَّاهُ من نظرةٍ فكَّتْ جدائلَها رمتْ على خافقي سهماً فأرداهُ ألفيتُ روحي على بلَّلورِ رعشتها عشباً يلملمُ ضوءاً من مراياهُ وليتني لم أصلْ شطآنَ أمنيتي لا يقتلُ المرءَ إلا ما تمنَّاهُ ماذا أضيءُ لها والليلُ يشربني برُّ كئيبٌ أنا والغيمُ يغشاهُ لا ألتقي بالمنى والحظُّ يسبقني وليس يبصرني عزٌّ ولا …

جاءني يشكو حنينا مسّهُ قُلتُ ياويلي… فَمالَ اقتربا عاشقٌ والرّوحُ تهوى وصلهُ قالَ لي ماءً فزدتُ الحطبا جمع الكفّ إلى كفّ لنا ضمّنا والوجدُ فينا ما خبا وتدارى حيث قلبي بيتهُ قلتُ يا اهلا وسهلا.. مرحبا ليتَهُ يغفو كَطفلٍ راعهُ ظلّ طيفٍ فأتانا واختبى قاتلٌ أودى بنبضي سحرُهُ خَطَفَ العقلَ وفي صدرٍ ربا إسقيني كأسَ عِتابٍ مُترعٍ جُدْ بما تهوى …

يمرُّ اللَّيْلُ يخلفهُ النَّهَارُ وَتَبعُدُ عَنْ مَآقِينَا الدَّيَارُ تَلُمُّ ثِيَابهَا الأيَّامُ تَمْضِي ويَرْحلُ نحْوَ بُغْيتهِ القِطَارُ مَحَطَّاتٌ نَمُرُّ بهَا ويبْقَى لنَا فِي كُلِّ ذَاكِرَةٍ مَطَارُ لنَا وَطَنٌ تشيخُ بهِ الأمَانِي ويبكي في روابيهِ الهَزَارُ تَدَوْرُ بِنَا الليَالِي يَا رِفَاقِي ولا فجرٌ يلوحُ ولا فَنَارُ قصَائِدُنَا عَلَى الأطلالِ تَبْكِي وَمَا خَفَتَ الحَنِينُ ولا الأوَارُ فلا “السَّيَّابُ” يا بغدادُ يشدو ولا الفيحاءُ …

  سَجِّلْ أَنَا الكُرْدِي لَوْنِي مِنْ قِمَّةِ الجَبَل شَعْرِي كَشَجَرَةِ الجِنَارِ طُولِي يُعَانِقُ الأَمَل لَوْنُ دَمِي نُورُ الحَيَاةِ نَوْعُهُ إِنْسَانِي الأَجَل عَلَامَتِي الفَارِقَةُ الوَفَاءُ وَالحُبُّ وَالخَجَل ************* سَجِّلْ أَنَا الكُرْدِي عُمْرِي العِشْرِينِي الثَّلَاثِينِي حَتَّى السِّتِّينِي وَالسَّبْعِينِي عِنْدِي أَوْلَادٌ وَبَنَاتٌ كَاليَنَابِيعِ تَرْوِينِي أَكْتُبُ أَزْرَعُ أَعْمَلُ فِي شِعَابٍ وَبَسَاتِينِ سَجِّلْ أَنَا الكرْدِي لَا البُنْيَانُ العَالِيَةُ تُغْرِينِي لَا صَوْتُ الفَسَادِ يَثْنِينِي الأَصْلُ لَيْسَ …

على شاطئ المنفى توارت وسامتي وغـابـت عن الدُّنيا ورودُ ابتسـامتي فأمضيتُ مهمومًا وفي القلبِ لوعةٌ وأمسـيـتُ مكلومًا أُناجـي صـبابتي أُقاسي عذابَ البين أشكو لظى النوى وأنزفُ دمعَ الوجدِ دون استجابةِ وصوتي تلاشى من همومٍ تعاظمت فصار الـنوى يشـكـو اللـيـالي كآبتي تزاحـمـتِ الأفـكـارُ في لُـجَّـةِ النـوى ومن نُدرة المعنى تلاشـت كـتـابتي سقتني كؤوسُ البين حزنًا وعلقمًا فضاقـت بي الدُّنيا كضيـقِ الغيابةِ …

يشدو براحتها الخَريدُ ويدورُ تحت خمارِها فظلالُها الأولى غديرٌ من سُلالات اليقينِ وأنتَ جبَّارٌ عنيدُ. فاصبر على غَبَشِ المرايا السافراتِ وهُزَّ جِذْعَ الأرضِ حتى تنحني الآهاتُ أكثرَ أو ترى غُصْنًا تفتَّق عن غرامٍ من حمولتِهِ يَميدُ سيكونُ بَيتٌ، ثم تنحسرُ المنازلُ فاعتزلْ شطراً حَفِيّاً في الحقيقةِ و اعتزلْ طيباً تُسَوِّرُها الحدودُ واحضرْ بداياتٍ من الأضدادِ شكِّلْ نجمةً خضراءَ مركزها الودودُ …

لماذا أرى الخــــوف والإرتباكْ؟ وأنت الذي جئت بي في هواك وأدخلتني في جنون الغـــــرام (وكلبشت)  قلبي بـذاك الشباك أثرت اشتـــــياقي وأغــويتني ومن بعدها جئت تنـوي الفكاك لماذا الـــتردد يا قــــــــــاتلي؟ تفضل وقُل مالذي قــــــد أتاك فهل فـــــارق العمر من خانني وإلا فما عدتُ من مستـــــواك فيكفي بطيشك عــــــــذبتني فـــــلا تسمعنَّ لهـــــــذا وذاك فليتك تــــــــدرك من أنت لي وفي داخل القلب …

ناجيت طيفك حتى ذابت الفكر والعين تهمي بدمع دونه المطـر مازلت انت الهوى يالحن اغنيتي وقصة العشق بحر هــائج خطر غامرت فيه اخوض الموج اصرعه وبي يقين بأن الموج يندحـــــــــر فما تغيبن طرفا عن مخيلتـــــــــي ولا اغيب ولكن كدت انشطـــــــــر الشوق يعصف بي والبعد يمضغني كيف المحبون يانار الهوى صبـروا عقد من العمر يطلبني واطلبـــــه مضى ومازلت انت السمع والبصر …

لأني من ملوك الشعر والفن تخذت من الهوى والحب مسكن وصرت أحدث الناس الحيارى عن الأحلام في الزمن المهجَّن وكنت أصح من كتبوا القوافي وأبلغهم وأفصحهم وألسن كأني للرمال أصب حبر ال قصائد بعدما غادرت مدين وقد آويت نادلة الأماني كأي فتىً غريب حين يُفتن وفيَّ من الزمان جنون قلبٍ على أحلامه ما عاد يأمن حديثيَ للربيع أضاف شيئا فصار …

حَلَّتْ بكم لعنة الملعون يا نُقَبَا ونكبة أيُّ شعبٍ مثلها انتكبا آوَيْتُمُ كل لصٍ كل ذي سفههٍ نَفَّخْتُمُ الكير حتى ثار وانقلبا لما رأى حوله العلات زاخرة احتَرَّ”داثوره”المكبوت فالتهبا ؟؟ سلمتموه مقاليد الأمور لِمَ ؟ هيأتموه لكي يلقي لنا خُطبا ؟ قالوا على جرعةٍ ثُرْنا لنشبعَكم لِنارِهم جعلوا إشباعنا حطبا كأنه منقذٌ من أزمةٍ عصفت استبشرَ القومُ لمَّا سُمِّعوا الكذِبا …