رواق الشعر

سألتُ ريحَ الفجر مَن تُداعبُ عجبا الحالُ ومما بدا أعجبُ أشكو الليلَ ومِن جوفِ حنينِهِ إني متثاقلٌ مُنهكٌ سأمٌ تَعبُ ومـا أطايبُ العُمر وخلقِهِ بين هجعاتِهِ أنتِ ليَ الأطيب لا تهجُري على أجنحةِ الليل دونكِ طفرٌ إني بائسٌ مُعذَّب فالملقى فـي ودْعَـةِ البدر لو شرّقَ الفجرُ فسوف يَغْرب  

كأسٌ مخمورٌ بالوحشة كأسٌ من أي شئٍ والخمرِ مجاز رشفة أولى.. أحس الكون نغمةٌ حزينةً علي وترِ الحلم البعيد يتسارع اللحن وتتوعك قدماي لم أتقن الرقص بعد رشفة ثانية.. يتمثل أمامي طيفُها مرتديةً ما تستثنيه من القمصان تدعوني ثمارها لفتنة عظيمة فأي الثمار ثغري جانيا؟ أستفيق محتّضنًا وسادتي المتهالكة رشفة ثالثة.. موج البحر ثائر يعاني الوحدة واختناق الاحتباس يعتّرض علي …

وَجـْــهُ الـقَـصـيدِ مُــعَـذَّبٌ وَكَـئـيـبُ والـشّـاهِـقات مـِـنَ الـجِـراحِ قـُلـوبُ فاليومَ صَدْرُ البَيْتِ يَرْشِفُ مِنْ دَمي وتُـثـارُ فــي عَـجْـزِ الـقَـصيدِ حُـروبُ يـــا أَيـُّـهـا الـــدّرّيّ هَـوْنَـكَ بِـالـرُؤى خُــذْنـي بِــنـورِكَ إنَّــنـي الـمَـغلوبُ لا تَـقْـرَأِ الأبْـيـاتَ وامْــدُدْ لــي يــداً فـَـأنـا الـغَـريـقُ وبَـيْـتِـيَ الـمَـنْـكوبُ إنّـي اسْـتَوَيْتُ عَـلَى البِحارِ وَجَدْتُها لا الــمـاءُ يَـجْـمُـدُ لا الـثّـلوجُ تَــذوبُ أمـضي و يَسْبِـقُني انْكِســـاري لِلْمَدى وتـــزيـد مـن هَـــوْلِ الضّياعِ ذُنوبُ كُـلّي …

كلما احسست بالتعب الوذ بشاطئ عينيك اجمع الصدف المنثور قلادة ….. اعلقها في عنق الفصول تعويذة …. تقيني برد الشتاء تشعل مداخن الروح يذيب دفؤها جليد الايام يتبخر الصقيع المتراكم كالجبال حول جدار الصمت … لاتنفس لغة جديدة انثرها على الورق زنابق رياحين وعطور كلما جرفني الحنين ترسو مراكب الشوق في احضان طيفك افرغني حمولة من كلمات على صفحات الموج …

وفي فِنْجانِ قَهْوَتِنا مَرَرْتِ كَنَكْهةِ الهالِ فَصِرْتُ أَلُمّ إحساسي وأنثرُني بأدغالي أدندنُ كلّ ذي طربٍ من الأشعارِ في الحالِ فصار الشعرُ فانوساً و لبّى كلّ آمالي خرجتِ إليَّ مِن روحي وقدْ جمّعتِ أوصالي وحضنُكِ صارَ يسكنني وأسكنُهُ بإجلالِ و رحتُ أذوّبُ الشفتينِ … أشدو ألفَ موالي نسيتُ الكونَ من ولهي .. فأقصى الحلْمَ جوالي قبّلت ثغرك قبل الفجر والشفقِ حتى …

(الى روح الشاعر العربي سميح القاسم) يا سيدّ الحرفَ المٌضرج ِ أما زِلتَ بعدما أُسدلتْ جفنيكَ تراني أنا طفلُ القصيدة التي مشطتَ جديلتها قٌبيلَ ردح ٍمن الأحزانِ يا طائرَ الرعدِ أنا طفلكَ الذي حبى على مدارج حرفك التمس ُ العذر إن تلعثم في حضرتكم حرفي أو ابتلعَ الصمتُ حينما رحلت َ لساني لستُ أعاتبكَ يا سيدي …. تسبلُ جفنيكَ قبلي …

عهــودك في ضمائـرنا تصــانُ وذكرك لايبـــاهـلــه الزمـــــان ُ ربيعك في ربوع القلب يزهــــو وتسعى صوب روضتك الجنـانُ أودع فـي منـــازلـكــم فـــؤادي وحبّـــاً لا يتــرجمــه اللســــان ُ تركــت قصيدتـي طربــاً تغنـي أهــازيجاً يضيق بهــا المكــان ُ أنا وَترٌ بـعود الشـــوق يبكــــي ويرقص فـوق أضلعــه البنـــــان ُ فـــلاقبــسٌ يدلـّــك أو هـُــــداة إذا احتـرقـت بموقــدك الجفــان ُ وجفت في محاجرهـا عيـونـــي وحسـنٌ لا …

حُرّةُ الآفاق ومنبرٌ لكلِّ مَن كتبا تُحاكي الفلسفةَ ونبضُ الشعر والأدبا أفيائُهـا شُلوحُ نَخيل البوادي والقبّـةُ تُرسلُ فوقَ راياتها السُحُبا شعلةُ إعلامها منارةُ الدروب تهيمُ بالثقافة تَكشَح بالأعين الحُجُبا تَحمِلُ مِنَ الأبعدِ أصفادَ البحار وتنشرُ من مَحابر المواهبِ الذهبا ولا تسأل عن الأنسال فتاريخَ الهواشِم الأصالةُ مما بالأرض أُنجبا

جحافلٌ تلهشُ والسيفُ سليلا الراياتُ تعلو في حلكة الدغيلا قادةُ الوغى ملطخةٌ بالدماء أقانعةٌ أن الربَ أعطى التحاليلا ؟؟ بإستباحة قضم برَّاءِ الأرواح تحتَ نير العذابِ أرسلت العويلا وشأنُ قساةُ القلوب يبشرون أن رأس الأفعى أنفث المستحيلا أكاذيبهم تغزو الفناءَ ينادون أنهم أنزعوا من البركان الفتيلا لم يرحموا بقية أحياء القرى ألسنةُ حكام تَرغي تُشبِعُ أقاويلا مَن يعبثُ بسلام الأوطان …

وَحْدُه البَاقِي ..، يُنْصِفُ غَلَبَةَ تِلْكَ الأمَاسِي المُزَرْكَشَةِ بالعُسْر ، يُسَتِّفُ لَجْلَجَةَ الهَوَاءْ ، ويُعِيرُ المَوَاعِيدَ ، لأدْرَاجِ الأرْجُوَانْ .. ، وَحْدُه البَاقِي .. نَبْضُكَ الحَلْوَى ، يَنْسَابُ ..، ويَصْهَلُ باللَّذَاذَة ْ، يَتَنَهَّدُ فِي عَيْنِ فِنْجَانِي ، ويَغُضُّ رِيقَ البَشَرْ .

ما حيلتي ؟ إن كان الجنونُ هوايتي و الحرفُ سرُّ سعادتي وكلُّ مَن يعرفُني يغتالُني هوسٌ هو فلا تُصدّقوا إن قالتْ : حزينةً هي حكايتي ما حيلتي ؟ إنْ أشتَقْتُ للربيعِ دوما والخريف ُ بات يعانقُ ناصيتي يوّدعُني الشوق ُ و رحيقُ شفتي يهمسُ لي: لا تقلقي غاليتي فثمارُ القلبِ بعدُ ما قُطفَت و أكيدٌ هناك سعادةٌ ما عُرفَت أنا …

كَمْ قِيلَ في مَدحِ الكِرامِ وخُلقِهم ولِـوصفِ خُلقِكِ تَعجَـــزُ الأقــلامُ يــــا مَـن اراهـــــا تُحفَـةً أثـريَّــةً فَوقَ الجِبـالِ وتَحتَـهـــا الأهــرامُ قدْ كُنتُ أحزِرُ مَن أميرةُ عَصرِنــا حَتـّى أجـــابَتني (هِـيَ) الأيــــامُ قالتْ مَلاكــــاً قدْ تَمثَّلَ ضاحِكـــاً حينَ الوِلادةِ بـَـلْ وحِينَ يَنــــــامُ والكُــلُّ يَقصِدُ وقْتَـهــا وطَريقَهـا حتّـى يَـراهـــــا فـي المُرورِ لِـزامُ وهُنـاكَ بَعضُ العـاشِقينَ وهَمُّهــمْ رُؤيــا اللِّحــاظِ ونِـذرُ ذاكَ صِيـامُ والبَعضُ يَرنو عَن …