رواق الشعر

كفاني أيّها الألمُ الجَسيمُ بأنّي في دِما أهْلي أعُومُ وأنّي في صُراخاتِ الثّكالى أتوهُ وَيَشتكي حالي الهشيمُ على أنّي طريدٌ للمآسي وللثّوراتِ مَشلولاً أقومُ رقصْتُ على جراحي ربْعَ قرْنٍ وفي وَجَعي إلى وَجَعي أُدِيمُ وإنّي مُثخَنٌ بنزيفِ روحي وَعَزْمي فوق ما أبْغي يَرومُ أنا وحدي أشيلُ سنينَ يُتمي ويجرحُني بسكّيني الأثيمُ وَحَبْواً جئْتُ منْ مدُنِ التّلاشي ليَحْضنَني بواديهِ الوُجُومُ أمامي …

مطـرُ الليل قـد أثار شجـوني فتعالي مـع الهـوى والمجـونِ سنغني مع النجوم ونبدي كل شيءٕ ونزدهي بالفنونِ للعناقِ الأنيق تطفو الأماني في رحاب الدلال كل الجنونِ يالهذا المساء يبدو جميلاً كلما تقطرُ السما بمزونِ مطر الليل لوعةً ليس إلا.. كل شيءٍ من لهفةٍ وحنينِ لغة الحب بالقصائد تسمو في تفان بها تضيء جفوني يالحظي بنشوةٕ داهمتني ذات عطرٍ برشةٍ وهتونِ …

أنا لا شيء لي إلا جروحي وجسمٌ غارق من دون روحِ حديثي عن أماني القلب شيء قديم في الهوى من عهد نوحِ وأبياتي التي أوقدت منها طموحي لم تُجِد وصف الطموحِِ وشباك القصيدة أرهقته رياح الشوق من بعد النزوحِ أقمت لخافقي المضنى عزاءً وقلت لأحرفي في الحب نوحي وقد وضَّحت للشعراء مابي وليس هناك أعظم من وضوحي  

مَهْمَا تَطـَــــــــاوَلَ أوتَعَـاظَمَ لَيْلُنَا فلنا صَباحٌ سوفَ يُشرُقُ فـي الغَدِ لاتيَـأسُوا أبـــــــــدا ولاتَستَسْلِمُوا سَنَظَلُّ نكسرُ كـــلَّ شوكِ المعتَدِي سبتمبرٌ مـــــــــازالَ فــي أعْنَاقِنَا ديــــنا لِشُعْلَتِهِ نقـــــــــولُ تَوَقَدِي إن قَـالَ عَنَّا الحَاقِدُونَ قَد انْتَهَوا سَيَرَونَنَا فــــــي كُلِّ صُبحٍ نَبْتَدِي اللهُ أكــــبرُ فــَــــــــــوقَ كُلِّ تَكَبُرٍ ومَوَاكـِـــبُ الأَحرَارِ تَشدُو(رَدِّدِي)  

نامي بلادي لم أتم كلامي يامبتداي ،ونقطةً لختامي نامي وفي عنق القيامة دفترٌ لحساب ألف منافق ٍ،وحرامي نامي فوجهك ،في الدجى مستعمرٌ والجار ،دار رعاية الأيتامِ تتوجس الأيام ،ماعنوانها والفجر للضوء المعتق ظامي ولياليٍ سوداء من قاموسها تتسرب الأشجان،والأوهامِ وكم إعتصرنا من ينابيع الرجاء أملاً،فظل المبتغى للرامي وجه المدى ،في قلب كل مشردٍ مغمور بالآهات والآلام ِ والليل يغشانا ،ويصبح …

يا أيُّها البُعدُ، يا مَن أضاءَ جراحَ المسافاتِ في كبِدي، فانطفى الحُلُمُ… أمشي إليكَ كأنّي غريبٌ يُفتِّشُ عن ظلِّه في المرايا ويَمنحُ لليلِ أسماءَهُ، ثم يَسقُطُ كي يَحتضِنَهُ العَدَمُ. كلُّ الجهاتِ مرايا، وكلُّ المرايا تُحاكي انكساري، وتَكتبُ فوقَ المدى أنّ هذا الوجودَ صدىً عابرٌ، وأنّي إذا ما مَضيتُ إليكَ، فلستُ أعودُ كما كنتُ… بل أنثنِي وأهتدِمُ. يا أيُّها الغائبُ/الحاضرُ: كوكبُ …

أَمِـنْ زبَـدِ الغُيـومِ دنـا المُحــالُ؟ لِيرشفَ مِـن معَــانيــهِ الجمــالُ فيغْـزِلُ خـــافقٌ للبَـوحِ شِعــرًا تغــزَّلَ حـينَ ينهمِــرُ السُّــؤالُ على صـدرِ الأَمــانِ يَـزُفُّ طيفــًا يُـراقصُ لحنَـــهُ عطْــرٌ وشـــالٌ وفي عُمْـقِ انْتهـــاءِ الفـرْحِ دمعٌ تأمَّــلَ فانْتهى فنمَـــا الخيـــالُ وحُــلمٌ واسِـعٌ يَلــدُ احْتمـــالًا تعَـرْجَـنَ فـاسْتوى فبدا الكمالُ يُجَـمِّعُ مِـنْ وُرودِ الكـونِ رُوحًـا يُفَلْسفُهــا العـبيرُ كمــا يُقَــالُ تَسـرَّبتِ الأمــــانيَ دونَ عــلمٍ وفي الشَّغفِ الأخيرِ هُنا …

  أعْتَذِرُ لِمَنْ وَضَعَ الطَّعَامَ أَمَامَ أَبِي أَكَلَ وَابْتَسَمَ وَشَكَرَ رَبِّي أَعْتَذِرُ لِمَنْ قَدَّمَ الْخُبْزَ لِأُمِّي وَطَرَقَ بَابِي لِمَنْ سَأَلَ عَنِّي كَيْفَ كَانَ يَوْمِي وَمَا بِي لَا أَدْرِي كَيْفَ أَشْكُرُ لَا أَتَذَكَّرُ كَيْفَ كَانَ شُكْرِي فِي شَبَابِي لَنْ أَنْسَى اِعْتِذَارِي لِمَنْ اِهْتَمَّ بِأَمْرِي وَكُنْتُ فِي نُورِ السَّرَابِ اِعْتَذِرُ لِعَدَمِ اِكْتِرَاثِي لَا مُبَالَاتِي لِحَبِيبَتِي وَحُبِّي ********* أعْتَذِرُ لِمَنْ قَدَّمَ النُّورَ بَدَلًا …

في فُسحةِ العُمْرِ خِلتُ البدرَ مكتملا والحُبَّ يرقصُ في روضِ المُنى جذلا في فُسحـةِ العُمرِ غازلتُ الهوى حُلُمًا فعانقَ الليلُ في قلبِ الدُّجى المُقلا في فُسحةِ العُمر لا أهـلٌ ولا وطنٌ ولا سـمـاءٌ لـنـجـمٍ ضـاقَ فارتحـلا تُهنا فتاهـت عصافيرُ الهـوى حزَنًا وشاختِ الروحُ حتَّى راقتِ الأجلا ثمَّ امتطى الشـعـرُ أفكاري وأخيلتي وهدهدَ الحرفَ بل واستصرخَ الجُملا وبـات ينـظـمُ باقـاتِ الـورود …

ليلٌ وعرَّافٌ ولونٌ أخضَرُ يَسعونَ في التَّقويمِ يا “سبتمبَرُ” يَسعونَ نحوَ هلاكِ دربِكَ إنَّما لا يدركونَ بأنَّ دربَك خِنجَرُ وبأنَّ مدفعَكَ الأخيرَ هو الذي يدوي، ووحدُكَ لا سواكَ سَيُذكَرُ يا أوَّل الآتينَ مِنْ رئةِ الزَّمانِ إلى اليمانيِّين، يَومُكَ أزهَرُ يا أوَّل الآتينَ مِنْ فوق البروجِ إلى “أوامَ” وسدُّها يَتفجَّرُ فَترشَّفتْ حريّةً حمراءَ مِنْ مَعناكَ وانْطلقَ القضاءُ الأحمَرُ فيكَ ابْتدا ميلادُنا …

أرحلُ عنّي وأجمعُ أشلاءَ صمتي، أُقنِعُ روحي بأنَّ الفراقَ خلاصُ المسافةِ، أنّي نجوتُ من النارِ… لكنَّ قلبي تمادى، تجاوزَ حدَّ القوانينِ، ثَارَ على منطقِ العقلِ، خلعَ القيودَ، وأشعلَ في داخلي ثورةَ الأسرارِ. ناديتُهُ صارمًا: يا فؤادُ اكتمْ جموحَكَ، أَطردْ غريبَكَ، مَنْحوتُكَ الواهِمَ المستعار! مَن أوجعَكَ، مَن نصبَ التيهَ في أوردتك، كيف تبايعهُ ملكًا وتنسى جراحَ النهارِ؟ فأجابَني النبضُ حائرًا: تبًّا …

  (في الذّكرى الرّابعة لرحيل الأديبة نعيمة المشايخ والدة الأديبة سناء الشعلان)   في ذكراكَ يحنُّ القلبُ والفكرُ يذوبُ ومن لهيبِ الأسى دمعي الغزيرُ سكوبُ مضى الحبيبُ وخلفَ الذكرى ما خلفَها وفي القلوبِ صدىً نجواهُ لا تغيبُ كأنَّ روحي إذا ما غابَ عنّي تبعثرت فليسَ لي بعدهُ صبرٌ ولا ليَ محبوبُ رحلتَ عنّا وفي الفؤادِ نارُ فجيعةٌ تُذيبُني كلّما هبّتْ …