رواق قصيدة النثر

لا يكترث الليل البهيم لمواء قطط شقية دهاليزه طافحة بآهات معذبين حائرين لا تأبه الشمس الساطعة لصياح ديكة متناحرة سرادقها متخمة بأنات ثكالى موجعة لا تبالي الغابة المطيرة لضحك قرود مشاغبة مسالكها مكتظة بعويل فرائس نازفة لا يهتم البحر الهادر بزعيق نوارس محلقة حيطانه مترعة بصراخ غرقى يائسين المغرب

على عجل لملم ما تبقى من خيالاتي ورحل دفاتره أقلامه أحلامه فتات حلمه المتناثر دقات قلبه معي عطر أنفاسه فوق جسدي يعربد في نواحي أضلعي همس مشاعره في مسامعي طيفه ما زال يرافقني كلماته باتت توفظ في سبات الغفلة ملامح وجهه باتت تعشعش في مخيلتي فكيف يكون قد رحل!؟  

تتساقطُ ذاكرتي شيئاً فشيئاً على وقع خطاك.. اهرع لدولاب ملابسي انتقي ثوباً.. اهرع لمرآتي.. أصلح ما يمكن أصلاحه من بعثرة الزمن التي رسمت خطوطها على وجهي ….. كان ذاك اليوم حاضرا في سجل أيامي كان يوما غير عادي عندما وضعت كفك بكفي وعيناك بعيناي وهمست لي نامي في قلبي بكل هدوء …… وعلى وقع خطاك كان وجودك ضياء عتمة روحي …

لن أكتب قصائد كما يريد المعلم، قلت للمتنبي حملت كيسا من التعاويذعلى كتفي ومشيت كنت أتمتم  مقاطع من الإلياذة أقود هوميروس بعكازه النبيل  إلى النهر سأغرقه  ربما ، سأتخلص من غنائيته المجنونة سأحمله على ظهري وأمشي قليلا حين أتعب ، سأفك ضفيرته وأعقدها حول رقبته ثم أبكي على الشاعر  الأعمى حين  رأى وفقأ غمامته بالنشيج . لن أكتب قصائدي كما …

  في عيد ميلاد صوفي؛ امرأة من عطر وثورة   (1) المرأة الخضراء كونٌ من معانٍ خَضِرَةْ غضّة مثل الربيعِ معطّرة مبرعمة الشفاه بضحكة محرّرة ظلّ ظليل كالليالي المُقمرةْ ذات معنىً وارفٍ ذات روح خفرةْ المرأة الخضراء عرّافة ممتدّة مقتدرةْ مثل الأرض حنّاء التّراب حانية مهديّة مثل روح الشّجرة “أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا” شموسها منتشرةْ المرأة الخضراء برد وسلامْ دفء وهيامْ …

أماهُ.. كفكفي دموعي ماجنايتي اذا ما القلبُ هوى.. صريعاً.. ولَهاً بنار الوجد.. اكتوى أماهُ.. عشقتُهُ.. ما كان للقلبِ رادع.. كم صددتُ عن دروبه وكم حبستُ القلبَ بين الاضالع.. كم وكم نُصحا رددتِ على مسمعي نسيانٌ.. ذاك تلبّس مخيلتي.. وعند أول خفقةٍ سلمت له زمامَ الفؤادِ بلاوعي.. وتركتُ بابَ القلبِ مشرعاً.. عبث به واستحالت عودةٌ لا انفكاكَ مِن أسرِهِ ولا انعتاقا.. …

ورأيتني أحترق أكثر من تبغ سيجارته وأتطاير بين دخانها ومن ثمّ .. أختفي معها بين الأفلاك يرتشف روحي مع كلّ رشفة قهوة فيبقى التّفل في قعرها وترتقي به فيشعّ بريقها ويفوح عبيرها كانت مروج عينيه تدعوني لرقصة نتمايل بين زهورها على أنغام كلايدرمان ثم ننتشي بكلمات درويش تارة وبهمساته تارة أخرى آه يا ويلي من همساته تملأ تفاصيلي بالمشاعر تحرّك …

ما عدتُ أخافْ مذ أفلتَ يدي المدى منذ صحا الشجر منزوعاً عن جلده الثمر ما عدتُ أخافْ مذ لاقاني الردى عند عتبات كل المفارق و سقط القناع عن صديق أقنع العصافير بأنه لا يُفارقْ أحبّته أمام مخاطر الطريق ما عدتُ أخافْ مذ غدرت بي نجمة قابلتْ الإحسانَ باستخفاف و أضرمت الخراب بنقمة ما عدتُ أخافْ مذ غادر حرفي الحبيب في …

أنا رعشةُ قلبكَ المضني بعشقٍ فريد أنا هبوب الريح المحمل بخطاكَ فوق ثرى روحي أنا صوتك الشجي في خلوة الليل وابتسامة قدر جميل جمع قلبينا وروحينا في حلمٍ التمني ….. بعد خيباتٍ وانكسارات وانهزامات أحلامنا المشروخة الاماني وصدى أنات وجع ليلٍ كان الحلم مستحيلا ومن حطام الروح انبثق نور حاملا بريق الشوق جلا زفرة الألم انسكب كرذاذ البوح..واغتسلت من أحزانها …

أخذت إلى جانبي خضرة الظل ثم استويت عليها، على كاهل الطين أهرقت شمسا وفي حضنها قد زرعت الظهيرة والليل حاول أن يتملص مني فصرت سعيدا أحيك المرايا له ثم ألقي أهمّ التواشيح للطير أنقل خطوي على حذَرٍ وأساير يومي بما يتيسر لي من أيائلَ لم يبق إلا احتمال له في الطَّزاجة سهم لذا سوف أعطي لسرب القطا نصفه أملك الأرض …

لملمت بقايا من حاجيات مطبوعة في ذاكرة غرفتها ومحت كل صور خربشتها اناملها… كل ابتسامة… كل دمعة ورحلت ….. لاترحلي.. سامسك يدكِ بيدي فقط لاترحلي سآخذك لصدري أهبك كل ابتسامات الكون.. وزهور بكل لون ساعطيكِ قلباً لاتغيره الليالي وتقلب الدهر ….. لاترحلي ساطوف بكِ كل حقول القمح ونقبل كل زهور الاقحوان… وشقائق النعمان.. نطوف حول شجر اللوز والجوز.. وسنديانات عجائز …

الأنثى بطبيعتها تحبّ الغزل لم أكن يوماً كالأخريات….. أفرح بالثناء و انسكابه في جمل لم أكن يوماً كالأخريات….. أبحثُ عن رجلٍ يسمعني أسطوانة تقليدية و يسند قلبي على قمة الدلال! أنت أيضاً لم تكن تسمعني الكلام المعسول  الذي يجيده الرجال أو تسقيني قصائد خمرية… أنتَ لا تغازل بالكلمات… أنتَ تغازل بالأفعال… فتسكر الحضور بالآمال.. و تلوّن العتمة بالقبلات.. أنتَ لا …