رواق قصيدة النثر

هل صار سهلاً ان تكون بغيرِ عمركَ ؟.. هل ستخلعُ قناعكَ ؟؟ كما تخلعُ ذلك الثوب الرث؟ هل ستشطب التاريخ والتقويم ؟؟ كيف ستراقصُ تلكَ الذكريات على حطام الامال المُزهرة ؟! سأسدل الستار على نوافذ السهو والنسيان .. وسأكسر زهرية المائدة .. واترنم بتسابيح صوت الريح .. حين يهز صفيرها اوراق الشجر .. سأطير كالمجنون في خياله وسأغفو على ضفاف …

كيف أصبحتُ هكذا؟ أعني، ما أنا عليه الآن. كم من الخيبات المعلَّبة استهلكتُ حتى تحنَّط الجزءُ الأهمُّ فيَّ؟ كم من الوعود منتهية الصلاحية تناولتُ حتى تسمم الطفل الشقيُّ في داخلي؟ من الذي قد بثَّ ذبذبات القلق في مساحات روحي حتى تعطَّلَتْ مراكزُ الإحساس فيها؟ من دسَّ ال ((دورميكم)) في وجبات دهشتي حتى نامت كلَّ هذه السنين؟   إفهموني أرجوكم أنا …

أليس هذه معجزة.. لم تمت بعد .. لم يشيعك المارة النائمون الى مرقدك الأخير.. لم يؤبنك قائد أوركسترا.. أو راقصة باليه.. بنهدين ثرثارين.. لم يبكك رسول هارب من قطيع فهود.. فتحوا النار مرارا على طيور هواجسك.. اعتقلوا حصانك المجنح.. حرضوا الحجر البشر الشجر.. لاغتيال صباحاتك المضيئة.. اقامة جسر أبدي.. بين بحيرة الروح.. وغابة الجسد.. قتلوا كروانا يغرد تحت لسانك.. معجزة …

تقرع تعلو يقترب الوداع بإزاره الرمادي   تتنكس .. أشرعة السفن تغيب الشمس خلف السحاب   يجدل الشوق منها ضفائر .. الرمل الذهبيه بلهيب الوداع   يتصاعد دخانها محلقاً فوق الضباب يذرف .. دمعة وداعٍ تحفر اخدودَ ألمٍ .. خَبّأتها نبضات القلب لآخر لقاء   رويدا الرفاعي

أربعـون غيابـًا أربعـون وجعـًا أربعـون جمـرًا والأحجية الثلاثية الحروف تتوه في أبخرة الضباب .. !! فكم يلزمني من العُمر لأفكَّ شفرة الموت وأربّت على حدبة حزني وأيمني* يسافر في أيسري وفي قلبي مآذان لـ الآه وكنائس لـ العويل .. ؟؟ كم يلزمني من الوقت لأضفرَ خصلات ذكرياتك وأصفّفها في ألبوم صور ؟ كم يلزمني من الوعي لأنتفضَ صحوة تحت صفعة …

يا ويح قلبي من هواكِ أليسَ الحب بَوْح العيون ما لم تقلِ في وجنتيك حسن كالرشا الأغيدِ فيا سبحان الخالق وغمازتان كحدائق الورد أحبُ فيكِ الروح قبل الجسدِ يا للجمال الندي في كل صبح ومساء يجتاحني صوتكِ كغناء البلبل الغردِ تعالي إليَ لنمتص رحيق الشفتين ولتنعمي بالرحيقِ من فمي وتحترقي بلهيب أنفاسي دثريني بذراعيكِ ولا ترحلي فانتِ رداء أحلامي وذراعيكِ …

هو الليل يقضم صوتي بنهم كمخلوق قارض.. يراود العشب على أعتاب الحطام يسلم الصمت لخصلات الكلام ولا يدع منفذا للخلاص  ما يزال في يدي حرف يستعر ..أحتسيه في حضورك المرتجى في غيابك …المشتهى نخب دمع يرتحل منـي إلـيّ عند أفولك البهيّ ما يزال في يدي ظلي المنكسر يحث خطاه إلى المنتهى ووجه شقيّ يشاكس الريح .. لعلّها.. في ارتحالها تحمله …

حبكَ ســرُّ اناقتـــي حبكَ رمــزُ حضارتــي حبكَ هو العيـــد .. فكيف يضعون للعيد يوما وهو مولود قبل الزمـــن .. ولن يموت .. حبكَ سرمـــــدي ّ وهو اساس حيرتــــي .. كيف حصل كل ذلــــك ؟ دون انتباهتـــــي .. بعيد الحب تستنفر كل احلامي .. وتستيقض كل امنياتي.. لا ،  لن اغلق النوافذ هذه الليلة.. بل سافتحها وافتح كل الأبواب.. كي تطير …

بلا نافذة هذا الليل أسمرُ المطر   يقارعُ نهود الغجريات بوجهٍ جاهلي يتدفق منه العواء بين سبع سموات من القُبل   له جرارٌ من نبيذ الدراويش و ثمرٌ أشقر من عراجين الغناء   يرتبنا على فوضى الأسرة ليستبد بنا العطش و يمتصنا هجير الشموس الغريقة   تاركاً لنا كأساً مبللاً بوجع الورد في الجرح المجاور من قصيدةٍ آثمة ساعة الموت …

آثار عضة فهد على نهدها الثرثار.. يالعمق براهين المرآة.. أنا ابن شجرة عمياء.. هشم مصابيحها قديس من قش.. لم أستسلم لكتب اللاهوت.. قتلت كاهنا في اسبرطة.. هربني مشاؤون جدد.. قتلت أحصنة كثيرة في الحانة.. أصابعي حراس خيرون.. لي أصدقاء كثر لم يولدوا بعد.. لي جني تحت لساني يغني مثل كروان.. اختلسته عانس في مظاهرة.. أنا أشرب كثيرا مثل وحش أسطوري.. …

    أصل الحياة من رحمك .. انبثقت أعظم الحضارات ونقشت.. جذورها على جدران الحكايات أنت يا سيدتي شامخة راسخه تزهين بعز ووقار انفضي عنك ستار الظلام كسَّري كل القيود لاتنحني الاّ إلى المعبود اشمخي الرأس علِّي المقام يا أيتها الحرّة الأبيّه يا سيدتي يا ذات الطلّة البهيّه   رويدا الرفاعي /سوريا

ذات ليلة حلمت بطيور باجنحة ملونة ترفرف حول اسوار قلبي طيور من الماس من الياسمين والبنفسج تبعث في قلبي الدفء والطمأنينة طيور ملونة تخبيء في قلوبها لغة العشب لغة النور ولغة الماء جعلتني اعزف على قيثارة قلبي لحن البرق لحن الريح ولحن المطر .