الأحمرُ يصبُغُ كفيَّ يتدفقُ أسفلَ شاشةِ الهاتفِ يسيلُ على جدران الغرفةِ.. فوقَ بلاطِ البيتِ، الآن أتففدُ الشارعَ والأحمرُ يَشْهَقُ بينَ الحصى في الترعةِ تَركدُ مياهٌ حمراء وطرقٌ إسفنجيةٌ تعتصرها خطواتٌ لا تحرِّكُ ساكنًا تتقيأُ الأحمر. من التلفازِ يقْطرُ من وردٍ مرسومٍ على فستانِ طفلةٍ لم يتمهلِ القصفُ دقيقةً لكي ينضَجَ الخبُ فارتقتْ وهي-على لحمِ بَطنِها- ما أتعسه ذلك الرغيف الملطخ …
أكمل القراءة »رواق قصيدة النثر
نفي تهمة/بقلم: هيثم الأمين ( تونس )
هذا الشّاعر.. ليس أنا! أنا.. لا أعرفه! لكنّه كان ينتظرني، دائما، على أرصفة الكآبات فيأخذ بيدي وأنا أعبر من رصيف إلى الرّصيف المقابل و يسند كيس الحزن الكبير الذي أحمله على ظهري حتّى لا ينفلت من قبضتي فيندلق ما فيه على خطوات تمرّ سعيدة… داخل وحدتي، يقف هذا الشّاعر عند النّافذة التي تطلّ، مباشرة، على مللنا الكثير يقف هناك ليدخّن …
أكمل القراءة »إنسان/ بقلم:
حينما تحبِس الطّبيعة في إطار خشبيّ وتشْنق الصّوت في أسطوانة هكذا أنت دائما أيّها الإنسان مِنظارٌ مُستقيم الأفق كيسُ قمح في سَقيفة مُعتِمة تعجّ بالجرذان في الظّلام تغْرس رأسك وتمدّ ذراعيك إلى السّماء بحْثا عن سِراج محْض مهرّج يضحك في كلّ مكان يقفز برِجل خشبيّة بحثا عن رجلُ ثلج وسط الجحيم وكلّ يوم ترمي نرْدك على وجه جديد وفي كلّ …
أكمل القراءة »نذوب الياسمين /بقلم: محمد لغريسي (المغرب)
مضى ظلها سريعا .. و تكالب الهوان والزمان ضدي و الحريق الأزرق -الناضج مد أصابعه اللاذعة إلى ثكنة صدري وعاث حول دفاتري.. وفي فؤاد – الفؤاد مليون طلقة في الحنايا تبغ ذابل و دمعة.. وأيام الياسمين انحنت للعاصفة وهزمتني.. …. مضى عشقها سريعا و ترجل الشهد تركني وحيدا أتعثر في قميص الأمس و تيهان الخطو، و حقل الهوى احترق يا …
أكمل القراءة »تميمة لشجرة المانجو/بقلم:نيالاو حسن أيول(جمهورية جنوب السودان)
لا بدَّ لي أن أعبرَ بينَ كلابِ المدينةِ ومُوسيقى الصباح تحت الرَّصاص لكي أكتبَ على ساقِ شَجَرةِ المانجو هذه القصيدةَ كذكرياتٍ تُمارسُ الحِيَلَ على يومٍ ماطر، الطقسُ مُجَرَّدُ اِبتسامةٍ مُلتَوية يمارسُ الانزلاقَ من خلال ثُقب السماءِ المضطرب يَنِزُّ غرائبيةً غامضةٍ، كغناءِ مشعوذٍ في أحلك أيام يناير الباردة! ينبغي أن تكون هذه القصيدة زُنبقة أو تقويما حيّا في أنشودةٍ قديمةٍ نُقِشَتْ …
أكمل القراءة »رصاصة الزومبي بنكهة الأناناس/ بقلم:فتحي مهذب (تونس)
الوجه الميت تبا لأغصان الوجه الميت!۰۰ وجهك شجرة مكسوة بالثلوج والفقمات النافقة. الضريح عربة ملآى بالكاكو. سيذهب الموتى إلى الكازينو حاملين نعوشا من الذهب الخالص. فرقعات مفاصل الباص على كتف الجسر. الجسر سيسقط مكتظا بدموع زرقاء. الموسيقى تهطل من ثديك الرصاصي رصاصة الزومبي بنكهة الأناناس. خلصيني أيتها الرصاصة من التحديق اليومي في أسرار المغارة. المنتحرون يجرون ثيران الساعات الحرجة. المنتحرون …
أكمل القراءة »سماحة باء/بقلم:فرج عمر الأزرق(تونس)
اسمحوا لي بالموت قليلا أصافح الله أشارك الملائكة قهوتهم من النور أرد على وجهي ما قلّ من فصاحة سليمان ما دلّ من وسامة يوسف …اسمحوا لي بالموت هنا قليلا قبل الصعود … لا أشتهي تفاحة حمراء و لا خضراء و لا صفراء في المنام يغرورق التفاح بزرقة البحر حينا بزرقة السماء حينا آخر مع ذلك لا تسألني كيف لم تركبني …
أكمل القراءة »مقتفو الأثر / عبدالقادر محمد الغريبل( المغرب )
مقتفو الأثر يسيرون بين شعاب الأرض بخطى ثابتة لا يتركون آثارا لأقدامهم مقتفو الأثر مأجورون لملاحقة الخارجين عن القانون ومطاردة مثيري الفتن متمرسون في عبور الأنهر و الزحف على كثبان الصحاري مهرة في تباين الأصوات يميزون بين همهمة البشر ونحنحة الأنعام ممتازون في تعقب أثر حوافر الدواب و خطى بني آدم بين شقوق الصخر وصدوع الجبال لكنهم يخفقون في التمييز …
أكمل القراءة »باقون هنا”/ بقلم:فاطمة حرفوش( سوريا )
أنا غزةُ عروسُ المدائنِ وشعبي هنا برغمِ الموتِ وقسوةِ الحصارِ صامدٌ يناضلْ ويسقي العدو كأسَ الذلِ مترعاً بالعارِ والهزيمةِ أبداً .. لايهادنْ . باقون هنا على العهدِ ياعدوَ الفرحِ والحياةِ والنورِ عن حريتي لا .. لا لن أساومْ وسأقاوم جبروتكم وطغيانكم قسماً بطهرِ دماءِ أطفالي سأقاومْ برغم القهرِ والدمارِ وآلافِ الأطنانِ من طائراتِ حقدكم سأظلُ شامخةً حرةً كشجرِ الحورِ والليمونِ …
أكمل القراءة »طيوفك/ بقلم:عادل العامري ( اليمن )
للمرة الالف القي القبض على طيوفك تتسكع اخر الليل في شوارع الذاكرة تتنطط كاطفال اشقياء أمامي يلعبون باوراقي والاقلام يشغلوني عن كتابة نص جديد لعينيك عن حلم قبلة من ثغرك الشهي عن استراحة عابرة على سطح نهديك الناعمين عن اشتياق اناملي لتعرجات جسدك المثير وخصرك المفعم بالدفاء طيوفك يعبثون بعلاقي قاتي بعلبة سجائري بالماء بجهاز تليفوني بتوصيلة الشحن وبالكهرباء طيوفك …
أكمل القراءة »من سفر النكبة/ بقلم:الأديبة منال رضوان ( مصر )
(١) شهيدة (إلى روح نبيلة نوفل ) الساعة الآن ملء حزن أغمضت نبيلة عينين كخطين وكم كانتا تتسعان للموت. (٢) حجارة هذا صباح آخر تشرق امرأة الزيتون تطلق ساقيها نحو الريح تتعثر في حزن آخر غير بعيد وهذا العيد الناس مآذن الناس على أرضي كالصلبان بين صلاة غياب أو قرع الأجراس لا بأس.. فليدفن موتانا الموتى بشعاب اليأس. (٣) طمّاية …
أكمل القراءة »قارب الأحلام / حسين السياب( العراق )
من فمِ الليل يتدحرجُ سؤالٌ، يقفُ على ناصيةٍ تؤدي إلى سراديب مدينةٍ مبللةٍ بالخوفِ.. يبحثُ عن خيطِ صدقٍ، وسطَ حشد قصائدَ طاعنةٍ بالرياء… في كبدٍ مجروحٍ وروحٍ سماويةٍ ورأسٍ مقلوبٍ على جسدِ جثتي الهلامية أنازعُ الوجودَ.. أدورُ في فلكِ أفكاري والحزنُ يسيرُ معي، رفيقا في مساءات العمر… تشعُ من حولي النهاياتُ، نهايةٌ تندبُ الحظَ العاثرَ وأخرى ترتبُ مرايا نواحٍ جديد.. …
أكمل القراءة »