ازدواج المعايير/بقلم:عبدالناصر عليوي العبيدي

بَلانا الدَّهْرُ في قَوْمٍ حُثَالَةْ
أَراهُمْ مُدْمِنُونَ عَلَى السَّفالَةْ

أَلا كُفُّوا عَنِ التَّهْويشِ حالاً
فَرَكْبُ الحَقِّ ماضٍ لا مَحالَةْ

سَيَأْخُذُ بِالنَّواصِي دونَ بُطْءٍ
فَلا خَوَرٌ هُناكَ ولا إطالَةْ

وَمَنْ أَفْعالُهُ كانَتْ صِحاحاً
مُحَالٌ أنْ يَخافَ مِنَ العَدالَةْ

فَأَخْذُ الحَقِّ لا يَعْني انْتِقامًا
وَلكِنْ لِلْحَياةِ هُوَ الكَفالَةْ

كَفاكُمْ تَنْدُبُونَ فُلُولَ جَيْشٍ
عَقيدَتُهُ الجَرائِمُ وَالضَّلالَةْ

لَقَدْ خانَ الأَمانَةَ دونَ رَيْبٍ
وَنَحْو الشَّعْبِ ما أَدَّى الرِّسالَةْ

لَقَدْ تَرَكَ الثُّغُورَ إِلى الأَعادي
بِقَتْلِ الشَّعْبِ قَدْ أَبْدى بَسالَةْ

وَفي هَدْمِ البُيُوتِ غَدا خَبِيرًا
وَجَمْعُ العَفْشِ باتَ لَهُ وَكَالَةْ

وَصارَ مُكَلَّفاً يَحْمِي وَضِيعاً
لَهُ رَسَمُوا مِنَ الأَقْداسِ هَالَةْ

كأنَّ أُصولَهُ مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ
وَقَدْ خافُوا عَلى تِلْكَ السُّلالَةْ

فَسَخَّرَهُمْ لِخِدْمَتِهِ عَبيدًا
طَعامُهُمُ الشَّعيرُ أَوِ النُّخَالَةْ

بِرَغْمِ فَسادِهِ أَضْحى جَلِيًّا
لَقَدْ هامُوا بِهِ حَتَّى الثُّمالَةْ

لأَجْلِ حِذاءِهِ راحُوا فِداءً
وَقَدْ ماتُوا مُقابِلَ بُرْتُقالَةْ

وعاثُوا فِي البِلادِ وَدَمَّرُوها
فَكافَأَهُمْ وَأَعْطاهُمْ جَعَالَةْ

قلاعُ الظُّلمِ إنْ مَكَثتْ طَويلاً
فَفي يومٍ يَتِمُ لها إِزالَةْ

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!