1
وَقَفَتْ بِبابِ الفجرِ
أرهقها الظلامُ
تُطالبُ الليل الطويل
بِالانزياحْ
2
تَسْتنجدُ الخيطَ البعيدَ
تَأمَّلَتْ وتَعلَّقتْ
بِبَصيصهِ
نَحْوَ الصَّباحْ
3
طالَ المُكوث على الشَّفيرِ
وخَلْفها
كانتْ كِلاب الحيّ
يَجْمَعها النباحْ
4
في القِنِّ
كانَ الديك مَخْموراً
تُغازِلُهُ ذَوات الريشِ
أنْسَتْهُ الصّياحْ
5
نَعَقَ الغُرابُ
وَصفَّقتْ بالقرب أبوابٌ
يُرافقُ وَقْعها
صَوْتُ الرياحْ
6
مِنْ ثُقْبِ زاوية الجدار
يواصل الصرصار
تَرْنيمَ الأغاني
للجراحْ
7
يُزْجي الأوامِرَ
للضَّريرِ
أن استَعدّوا للنَّفيرِ
وجَهِّزوا كلّ الرِماحْ
8
أبْناءُ رحمٍ
باعَ فيهم خائِناً للدينِ
لا يُثْنيهِ دَمٌّ
فَاسْتَباحْ
9
زالَ اللّثامُ
فَهَلْ أَفاقَتْ مِنْ سُباتٍ
أمَّتي وَتَخلّصَتْ
مِنْ ذَا النُّواحْ
10
لا بُدّ أنَّ الشْمسَ أعْلَنَت النَّهارَ
فَزَغْرِدي …
وَاسْتقْبِليها
يا سَماحْ
…
من ديوان “في حضرة الربيع”