ما إن غادر المكان حتّى أرسلت إليه رسالة مليئة بالحب و الحنان..قلت فيها:”إني أراك..أحس بك…أشعر بنبضات قلبك..أحادثك عددا من المرات في عتمات الليل..” آه..آه…لماذا ابتعدت عني؟!!…أنا لستُ شيئا من دونك..أحيا بتنفسك.. و أموت من فقدك..ماذا سأقول للأدباء عندما يسألونَنِي عنك؟!
سأحدثهم بأنك تركتني لأجل وطنك كما فعل درويش…لكن أي وطن هذا سيحضنك و يدفيك من غير صدري الحبيب…
و ماذا إذا سألوني الشعراء عنك؟!
سأجيبهم بدموع تتساقط كشتاء فبراير…وأقول، حب قيس و ليلى دمرته قبيلة..لكن حبنا نحن هدمته سفينة..نعم، نعم..السفينة..تلك اللعينة التي عندما سلكتها أخذت بيدك و أبعدتك عني..من شدة ما كرهتني لم تترك لك حتى لحظة لتقبلني أو تتغزل بي…
و إذا سألوني الفلاسفة، أحباء الحكمة و عشاق الفضيلة..؟!
سأرد عليهم..بسؤال آخر..لأن الحكمة يا ناس لا تحتاج إلى جواب بقدر ما تحتاج إلى سؤال..
يا فلاسفة، أنا “مادة” لم أكن أعرف من أنا..الكل كان يجهلني..لا أحد يهتم بي أو يعرفني..لكن بمجيء “الصورة”..أصبح لي معنى..أدركت حينها من أنا..حينها الكل عرفني و أمسيت معروفة…
فالآن أدركتم أن حبيبي أجمل صورة؟!!