( الى الصوت الذي أحاطني بالحكمة والحب والضياع )
…………………………………………………………..
أنت ملاك يصعد بين حجاب نوراني ,
فأراه يجلجلني ,
هذا زمن الحب الضائع في أنواري ,
وأراها في المرآة ,
كالمحراب على داري ,
زمن يتوحّد في حجر ضاع على الأفق ,
وتاهت في سدمي أشعاري ,
وملاكي صرخة وجد تقتلني ,
في شعشعة أجهلها ,
زمن نوراني يمسكني كغريق ,
أمسك كفّيها ,
فتحوّلني لمكاني ,
وشفاه تتوسّد نبضا ينقذني ,
وأراها فاتنتي ,
بحرا يتلاطم ضدّي ,
أقرأ عشقي درّة مسك ,
وأراها شجراً يلتفّ عليّ طويلًا ,
وزمرّدة ,
وحجابا ,
يجمعنا السرّ مهولا ,
زمني قامتك النرجس ,
كلّ كياني ,
تكسوني بشعاع يبهرني ,
تسحبني أعلى ,
لعناق في كلّ زماني ,
وزماني يتشظّى في معبدها كاللؤلؤ ,
يسّاقط عشقاً ,
فأرى أنواراً كالريح ,
تكبّلني باللهفة والخسران ,
أنواري عالية أنواري ,
لججي عالية ,
تضرب بحري المتلاطم في تيهي ,
لأرى قلبي يتبعها ظلّا بظلالي ,
أشهق مرتبكاً ,
علّ الأنوار تباغتني , كملاك يعلو بمكاني ,
ومكاني نقطة نور تتقاطر كالرمل على جسدي ,
أسمعها كالموج تليّلني ,
أنوارك عالية ,
صارت تتوضّأ بمقامي ,
فعلام يغطّيك هيامي ,
أنت مشاكسة ,
يتكوّر قلبي بين يديك حجاباً ,
وأراك كنور الياقوت على تيجاني ,
وجَمالك هل يحمل تيجاني ,
ما هذا السرّ اذن ؟
أفعى تتسلّل فجراً ,
تهبط كالصقر على حلمي ,
وتحدّثني عن حرف صار يلملمني كرمالي ,
تسألني : ما معنى طيف الحبّ, أو الموت , أو الغربة ,
هل تبقى زبداً في لجج البحر ؟
تقول مراراً : أنظر في عينيّ طويلاً,
هل تكتب عن وجعي , أم عن نرجسة في قلبي ,
أم عن طيف ملاك في المسرى ,
عشقك طير يتلوّى في شفتيك ,
فيمتدّ بريقاً في عينيك ,
يشعّ النور على جسد ,
لأراني أقماراً تائهة في الأفق ,
أراني حجراً درّيّا , يهبط مرتعشاً بين يديها ,
وأراني أحجاراً ضائعةً , تصعد عاليةً في لُججٍ تسحبني ,
تتوقّف حيناً ,
تتكوّر ثانية أنواري ,
وأرى الأرض تدور ,
تدور على تيجاني ,
أصبحت ملاكاً بجناحين يطلّان على المشرق والمغرب ,
فأسعى طوفاناً يعلو فوق مسار وحجاب ضوئي ,
أسعى في أن أتوحّد في أنوار من زمن غير زماني ,
أرتجف القلب , وظلّ دماء تتساقط نوراً ,
في قاع يصعد نحو سماء ,
فألملم نور اللؤلؤ والياقوت على كفّي ,
وأغيب .