رمادي إيقاع الضوء يا سلمى
رمادي إيقاع قدميك في بلاطة قلبي
رمادي إيقاع النهارات
وبستان شجر اللوز
رمادي سرد الأموات بين الأنقاض
وبين شقوق المخيلة
رمادي أنين الريح
الزارب من حنجرة الشرق
رمادي وجه الماء الهالك
رمادي شجر اللوز وأبراج الكنائس
الفجر المتجمد
يطل من الشرفات المتفحمة
إنها تمطر تمطر دون هوادة
بالجثث فوق رؤوسنا
بالتوابيت والوحل والخيانة
بينما صلواتنا المتعفنة
معلقة في الهواء
موتنا واضح وغزير
العربات ملآى بالأشلاء المكدسة
والمصادفات البائسة
القناصة يفترسون الأفق
يفرغون عيون الموتى
من الذهب والحنطة
مازلت أحبك يا سلمى
أحب صوتك المليء بالبرق والعواصف
كثبان الغضب وزمهرير اللبؤة
شوارعك المزدحمة بالنور والبركات
برائحة الدم وآهات القساوسة
نحيب الحصان الأشقر
شمسك التي تطلع
من تحت الأنقاض
مدججة بآلاف الفراشات المضيئة
آه يا سلمى
الوطن مليء بالدسائس والعميان
بالخناجر المضرجة بالدم
القوارب المهشمة
تملأ قاع الكلمات يا سلمى
والمجاعة ترمي شباكها في الحواري
العار يضرب رقابنا
في الساحة
أمام الطوابير المزينة بالجثث
أحبك يا سلمى
أنا حامل الدلو المقدس
في البهو الرمادي
بعينين شبه عمياوين
بأجراسك العذبة
أرتق ثياب المستقبل.