.
خيال إبداعي يكشف على طراوة تستصرخ على الناعم والمدهش
لا شك أنَّ الكاتب الذي يخفي أسرار إبداعه الفني بما يوهم بأنه لم يشغل خاطره ، أكثر تميزًا من الكاتب الذي لا يقدر على الإيهام بالعفوية ، كتابات غادة حلايقة تتميز وفق معيار العفوية والقصد في عملية الإبداع الخيالي والبناء الفني ، إنها العفوية التي توهم المتلقي أنه لم يقصد هذا الإبداع الخيالي قصدًا تهيأ له بالملاحظة ، ولم يشغل تفكيره بملاحظة هذه الخيالات ، ربما حجبت الكاتبة عنا قصدًا فنيًّا بنوع من العفوية حطم تصور القصد بوصفه تدفقًا عفويًا ، ذلك أن التداعي (النص) إبداعي ينطوي على ضروب من القصد يتمثل في تخمير الموقف واحتضان التجربة ، ومعاناة الخلق الفني ، وهو يحطم ويركب ويكشف عن النسب بين المعاني ، ويبني الأساليب والأفكار والصور ، ويستخلص المشابه من المختلف ، قد يحتجب هذا القصد وقد ينكشف ويظهر.
وهكذا يكشف الخيال الإبداعي لدى الكاتبة غادة على طراوة تستصرخ على الناعم والمدهش ، ومباغتة جمال نبيل ونبل جميل.
أستَصْرِخُ صَوتَ الصّمتِ مِنْ هَوْلِ المسافاتِ…
يَضيعُ العُمرُ ما بَينَ حسابٍ وعقابٍ، وغضبِ الرّبِ…
والرّبُ رحيمٌ بالعبادِ…
يا ربُّ، ارحمْ فؤاداً انشقَّ بأهوالِ السنينِ،
فكانَ أثرُ العِشْقِ دامياً يَترنَّحُ ما بين حضورٍ وغيابٍ!
يا سنواتِ العمرِ تريّثي، فلم أولدْ يوماً لِتُعْلِني بِدايةَ هَرَمِنا في حساباتِ مَن ما زالوا في خَنْدَقِ قَسْوَةِ الكونِ… والإنسانِ…
ما زِلتُ ألهوْ بِدُميَتي… وأتَسَلّقُ شجرةَ الدّارِ،
تُداعِبُني نَسماتُ الرّيحِ في هوىَ فارِسٍ يمتطي جوادَ الغيابِ…
فمتى يكونُ الإيابُ؟!
متى يكونُ الإيابُ؟!.
شكرا لمجلة آفاق حرة للثقافة …
الشكر الجزيل لك استاذ ايمن دراوشة
هي آفاقكم الحرة