حزين
كوطن فارغ من ضحكاته,
كعريسٍ لم يجد بُكارة عروسته
تركها وعاود العزوبية حتى إشعار آخر,
كجندي فقد ساقه في الحرب
حين ينعتونه بالمعاق,
كعانسة لا مرعى لرغباتها المُسَيَّجة
بأسلاك شائكة من الحرمان
يا أيها الحزن المنفلت الخارج عن سيطرة الرب
سأخرج من قمقمك
وأدوزن المشاعر اتجاهك
ساضع حداً للبكاء المنحدر من شلّالك
سأمر بطريق لم تطالها الحرب خالية من الحزن كنسيان
خالية
من القناصة
من قطاع الطرق
من حاملين السلاح
ربما في يوم ما
سأشعر بابتسامتك تضئ عتمة روحي فجأة
راحة يدك تمسج على قلبي فتلتئم خدوشه
ربما في يوم ما
سأكسر قيود الانتظار بمعول حضورك
سأجني ثمار الفرح من شجرتيّ نهديّك
سأطْعِم جوع لهفتي من رقة همسك
سأروي عطش شوقي من عذوبة غنجك
سأمسك الحنين من شَعره وأسْقِط عرشه
بقبلة في فمك
ربما في يوم ما
سأتعرى تماما من القلق والكآبة والملل
سأندمج مع الريح سأصبح راعياً لأحلام
العشب والزهور والفراشات
حين أسوق قطيع الغيوم إلى أماكن الجفاف
سأجمع العصافير على مائدة صحنها الكون
تتزاوج وتبيض وتغرد
في ساعات الصباح وقبيل الغروب
ربما في يوم ما
سأجد نافذة في السماء تطل على حياة الأبد
سأشير إليها بسبابتي فتبتسمي
ساعتها سأخرج من قمقم الحزن ونلتصق
مع بعضنا بعناق طويل,