أكتبُ دون أسفٍ أو حزن
يعرفُ ذلكَ أفقٌ غير بعيد
ونهارٌ ينقضي كلّ مساء
ليعودَ نهاراً آخر غداً
يراني، كما تركني، جالساً عندَ بيتٍ صغيرٍ قربَ قريةٍ :
واحدة من سبعة آلاف جزيرة
نصفها فارغٌ والنصف الآخر مكتظّ ببشرٍ
لا يعرفونَ، مثلي، لمَ هم هنا .
*
بعد نصف قرنٍ من كتابة الشعر
عليكَ ان تتعلّمَ من جديد ,
تديرَ ظهركَ الى بيتك القديم
تمزّقَ كومة خرائط وتواجه المحيط :
أمس , وسطَ بستانٍ ,
سقطت برتقالةٌ في حضني لأني إشتهيتها .
قررتُ هذه بدايتي الجديدة
*
أمس غادرتُ جزيرتي
لم يظهرْ ، لتوديعي ، احدٌ من جيراني
ولا من الاصدقاء .
كلبي رأيتهُ نائماً على العتبة ـ أمرٌ أفرحني
لكن جدولاً صغيراً تبعني حتى المطار ، ثم إختفى
زحامٌ شديد ، مسافرون من شعوبٍ
واقوامٍ إنقرضت .
أخيرا دفعوا حقيبتي الى جهاز الفحص
ـ ماذا في الحقيبة ، سالني المراقب
ـ ملابس ، كتب ، منشفة
ـ هل انتَ متأكد ؟
ـ نعم
ـ إقتربّ رجاءً
أقتربُ ، يفتحُ الحقيبة ، فيندفعُ كلبي هائجاً
يقفُ عندي ويتطلعُ إليّ .
اعودُ الى البيت ولا اسافرُ