قلبي هذا:
طفلٌ فاسدُ الطبع
ما إن يسمع وقع الخيبة
حتى يُهرول نحوها كأنها أمه.
علّمته أن لا يركض خلف السراب
فجعل من كل وهمٍ وطناً
ومن كل جرحٍ نشيداً قومياً.
قلتُ له:
لا تُطِل الوقوف عند أبوابٍ أوصدت بوجهك
فبكى حتى غرّقَ العتبة.
لم أُحسن تربيته
مشاغبٌ لا يجيد آداب الفراق
لم أُفطمه عن القصائد
ولا عن رائحة المطر
ولا عن صوتٍ يُشبه النِبال
دوماً يخذله كنصلٍ أخرق.
كنتُ أماً شاعرة
وما أصعب أن تربي قلباً بالشعر
ثم تطلب منه أن ينجو بعقلك
…ولما كبرتُ
صار يُحبّني كما يُحبّ الغرباء
من بعيد
وبلا مسؤولية
…ولما كبُر
مرّ بي كمن عبر الطعنة
ولم يعُد ينظر إلى السكين
بل إلى يده التي لم تُقطَع
…ولما كبرنا
تعلّم النجاة
وأقسم ألا يعود
إلا إذا ضاق عليه الفداء.