الاشتهاء/بقلم:خالد القاضي

الاشتهاء أعمق من نزوة عارمة
تنتهي حين تخر أقداحها على الأرض صرعى..
هو ليس طيشًا عابرًا للسبيل يمكث قليلًا
ويرحل دون أن يترك خلفه أي أثر أو يدع خلفه على الأرصفة حكايات تقصصها الأماكن
على من يرتديها يومًا كمستقر له
للأبد…
الاشتهاء /قَطعًا / لاكما يفعل الموج حين يلاطم البر يأخذ منه القليل من الطين
ويرتد خلفًا تاركًا للقواقع مجالًا لرؤية الشمس قبل الأفول..
ويفسح كذلك للسلطعون وقتًا
ليتصفح الغيم
ويكتب عن طيور
النوارس قصيدة على الرمل
تحكي الرحيل..
الاشتهاء ثورة تقلب القلب
رأسًا على عقب
وتكشط من عليه السكينة
بسكين الجنون العنيف الذي لا يكف عن الصراخ المخيف..
الاشتهاء غريزة
تستسيغ جريمة القتل
وتعشق تحطيم وجه القمر
بلحظة ضجر مجنونة
الاشتهاء هو الأنا الماكثة في أعماق الظلام..
تنينية حين تشعر بالجوع
تخرج..تنفث النار..
تحرق كل المرايا
وتحتطب من فروع الزمن
لتشعل الحال..
وتصنع الخبز فيه من دموع الحياة
وتطهو عليه لها طبقًا من حساء الجوارح
وتعود بعد التجشؤ إلى ثكنتها
حتى تجوع…
والجوع هو السيدالمستبد
لكل اشتهاء
وحب الحصول هو تاج الأنا النرجسية..
وكل البشر اشتهاء ومنهم قليل من ينجون نوعًا
وتتفلت أرواحهم من غوائل النفس
ونيار شهواتها المفرطة في الجحيم..

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!