مروءة
كان الطريق خاليًا سوى منّي ومنها..
تجاوزتها مسرعًا.. خيّل إليّ أنّها نادتني باسمي.. توقّفت.. عدت إليها..
لم أجد من اللائق أن تبقى وحيدة في مثل هذه الساعة الموحشة من الليل…
*****
شبح
كان لقاؤنا بريئًا..
لم يكن هناك سوانا.. أنا وهي.. تناهى إلى مسامعنا صوت أقدام من غير أن نرى صاحبها.. تبادلنا النظرات.. ركضنا هاربين.. تعثّرت أقدامنا..
سقطنا معًا…
*****
فاتنة
كنت أسير على طرف الطريق عائدًا من عملي..
اقتربت منّي بجرأة.. همست في أذني: ممكن دقيقة من فضلك.. كانت امرأة فاتنة.. تمالكت نفسي سريعًا.. قلت لها: تفضّلي.. قالت بثقة وكأنّها متأكّدة من موافقتي على عرضها: أنا تحت أمرك.. وجدتني كالمضبوع أسألها: أين؟
ابتسمت.. وهي تقول: اتبعني…
*****
جغرافيا تطبيقيّة
مصادفة، التقيت بها..
قالت لي إنّها من هواة المغامرات.. أخبرتها بأنّني من هواة مواجهة المخاطر.. مضينا معًا..
نستكشف أدغال الغابة…
*****
إثارة
أحكي لها حكايات مرعبة..
وهي من شدّة فزعها تلتصق بي.. كلما ازداد رعب الحكاية التصقت بي أكثر.. ما إن تنتهي الحكاية.. حتّى تلحّ عليّ..
أن أعيدها من جديد…
*****
مقهى
في الخارج، المطر ينهمر بغزارة.. فيلطم زجاج الأبواب والنوافذ بقوة..
في الداخل، فتاة تجلس وحيدة تدخن أرقيلة.. في الركن المقابل، شاب يجلس وحيدًا يدخن أرقيلة.. النادل العجوز يفكر في أمرهما.. ماذا يفعلان في هذا الوقت المتأخر…؟ ثمّ يأخذ غفوة..
الشاب والفتاة يخرجان معًا تحت المطر.. يتجرّدان من ثيابهما.. تتشابك أيديهما.. يرقصان بمرح صاخب…
*****
فتنة
كنت عائدًا إلى البيت عندما صادفت تلك المرأة..
كانت متبرّجة بشكل لافت للنظر.. وربّما كانت جميلة أكثر ممّا يجب.. كانت ذات أنوثة طاغية.. وكانت تعلم ذلك.. نفرت منها.. وتجاوزتها مسرعًا.. عندما أغمضت عينيّ.. تسللت إلى مخدعي..
لم أستطع النفور منها هذه المرّة.. ولم أتجاوزها…
*****
امرأة
تسلل إلى عينيها..
وجنتيها.. يديها.. روحها..
عندما ابتسمت..
وجدت نفسها تنتحب…
*****
هي
جلست وحيدة تشاهد فلم السهرة..
لذّ لها أن تسخر من الكاتب والمخرج والممثلين.. كتمت الصوت..
وأخذت تسرد حكايتها…
*****
صورة
دعيني أخبرك بشيء..
الحياة لا تستحق كلّ هذا الحزن الذي يفيض من عينيك الجميلتين.. رجاء، ابتسمي ولو قليلًا.. حسنًا، انتهى الأمر..
احزني الآن كيفما شئت.