يستريح المدى
حينَ يأتي الرَّحيلُ مُبّكرًا
ليقطفَ البداياتِ قبلَ النُّضوجِ
لم تعُد لدينَا حكَايَا
القَصَصُ ثكلَى
واليُتمُ يتبنَّى الخبَر
كانت لديكَ ثمَّةَ أسئلة
والآنَ لديكَ كُلَّ الإجاباتِ ؟
ليسَ بيديكَ ان تغيبَ
وما بأيدينَا الاشتياقُ
أنتَ معنَا
في جُفُونِ الصُّبحِ
تراتِيلُ العَصَافِيرِ
فمَ الأُقحُوانِ
تنظُمُ إيقَاعَ المَغِيبِ
أيُّها الحُبُّ …
هل ستُكمِلُ المشوَارَ وحدَكَ..؟
وتقتَفِي البسمَاتِ خُطُوَاتَكَ
أيَّتُها الأرضُ خُذي ماوهبتِه
أيَّتُها السَّمَاءُ ضُميهِ إليكِ
فأنتِ الرَّابِحَةُ الأَخِيرَةُ
استعجَلت الرَّحيلَ
رمضانُ …
قادِمٌ بوجهِ الشَّاحِبِ
من سيُعلِنُ قُدُومَهُ ..؟
وينسُجُ ثوبُ سهرُتِهِ
ويُعِدُّهُ لِلظُّهُورِ
هنيئًا لهُم في السَّمَاءِ
تَزُفُّ إليهم بوجهِكَ البَاسِمِ
تعُودُ ليَأخُذكَ الخُلودُ
لتنعمَ بالبُطُولةِ عندَهُم
لتَكُفَّ عنِ الدَّورانِ
عن ملاحقَةِ الحَقَيقَةِ
واصطِيَادِ البَسمَةِ
أيُّهَا الرَّاحِلُ يقُولُونَ أنَّكَ …
طيِّبًا؟ لا بل أنتَ انَانِيٌّا؟؟
أزمعتَ الرَّحيلَ بكُلِّ حقائِبكَ
بكُلِّ العُيُونِ
طُقُوسِ الدَّهشَةِ
ماذا سنصنَعُ بهذِي المدائِنِ الكَئِيبَةِ..؟
بالجِبَالِ الحزينةِ ..؟
أيُّها الموتُ …
كأنَّكَ تُعجِبُكَ المُفَاجَآتِ
فخورٌ في وضعِ النِّهاياتِ
لو تركتَ لهُ فرصةً …
ليُودِّعَ الشَّفَق
يقضِي الدَّينَ الذي عليهِ للياسمين
لأطفالِ زرعَ المرحَ في عُيُونِهِم
للحُقُولِ التي خضَّبَ الفرحَ في مسارِحِهَا
لا أصعبَ من شُروقٍ يتيمٍ
بلا ضوءٍ يُرافِقَهُ؟
من سيأتي بالهدوءِ ؟
ويُحضِرُ النَّسَائِمَ مِنَ المدرسَةِ
ويقطَعُ بالبَرَاءَةِ الرَّصِيفَ
ويعطي الكلماتِ دروسًا في الخجَلِ
هناك …
ستُغَرِّدُ بِدُونِ فَوَاصِل
… أو نِقاط
أيُّها الحرفُ الصَّادِقُ
الآن ترجَّل عنِ اللَّونِ … الرِّيحِ … الفُصُول
ويُعلِنُ الغَيبَ
استراحةَ المدى
وسكُونَ الانتظَار.