كمستهلٍّ لدروشةٍ في تكيّةِ نعمتِكَ
سبّحتُ بحمدِ قلبِكَ الكريمِ
على نقمةِ صَلفي
فلو آنستَ لذلك عبرةً
لعدتَ إليَّ بقبسِ تأويل
يتبعُكَ قطيعٌ من ذئابٍ ماكرةٍ
يرتفع عواؤهم في
عسل عيني
كبطولةٍ وهميّةٍ تجُبُّ
كلَّ خساراتي قبلها
مغلوبٌ على أيامي عمرُكَ
ولمّا ينتصرْ بعدُ لَكَ
تنفرطُ بك المسافاتُ كسبحةِ راهبٍ
ويغتالني الرّضا كمن تنكّرتْ لجماعتها وخرجتْ عن الملّة
شواظٌ من حنينٍ في إفك القدرة
تسحقه ذروة استبيانٍ حراريّ
فيخفت كفتيل سراجٍ عزّ عليه الزيت
كم نفخةٍ يحتاجُ الجائعُ للقاءٍ
كي يشعلَ نيرانَ الوصولِ؟
كم نفحةٍ يحتاج الظامئ للقاءٍ
كي يطفئَ نيرانَ العناقِ؟
وها أنا أُصلَبُ على ركحِ الإيمانِ ريثما يحينُ ارتقائي
وأنتَ بمثابةِ الأبِ
الذي يسندُ سقفَ قلبي
كي لا يقعَ
البعدُ كذبةٌ اخترعها صانعو الحافلاتِ كي يروّجوا بضاعتَهم
لم يفترق يوماً مغرمان
رغم أنهما لمّا يلتقيا بعدُ في الصّورةِ التّامةِ
لك من عمري كلُّ طولِهِ
ولي منه ما فاضَ من كأسِ الحياةِ
لمّا يثبتْ فقط أنَّ الوفاءَ حيٌّ يُرزق
وكأني بك أختمُ زهاءً من التعب
فتبّاً لي ولقسوتي
وأنا أظلُّ الراغبةَ التي تتمنّعُ
عن أمانِكَ المحتدمِ في بوتقتي
وأنت خلاصةُ تعريفِهِ الأوحدِ
في نسغِ طيني!