أَبُوْحُ بِنَزْفِيْ إلَيْكَ/ بقلم:جودي أتاسي (سوريا)

أَتَصَبَّبُ مَوْتًا ..
بِدُوْنِكَ مُهَيَّأَةٌ لَهُ
سَأُبَعْثِرُ أَنْفَاسِيْ كَيْ لاَيَقْتَفِيْنِيْ !!
وَأَشِدُّ اللِّثَامَ عَلَىٰ قَلْبِيْ ..
فَالمَوَاجِعُ وَالفَوَاجِعُ تَشَابَهَتْ عَلَيْنَا
كَسَاعَةٍ أَضَاعَتْ الوَقْتَ
فِيْ إيْقَاعِ الجَنَازَةْ
كَرِئَةٍ مُهَشَّمَةٍ بِلاَ لُهَاثْ ..
أُرَاهِنُ شَيْبَ السِنِيْنِ
عَلَىٰ اِسْوِدَادِ أَيَّامِيْ ..
حَتَّىٰ يَصْحُوْ رَذَاذَ المَوْجِ أَبْيَضَ
مِنْ إغْفَاءَتِهِ ..
لاَ الأَقْدَارُ وَاحِدَةٌ
وَلاَ المَصِيْرُ وَاحِدٌ ..
وَحْدُكَ ضَوْءٌ يَحْمِلُنِيْ
غَيْمُوْمَةَ قُزَحٍ ..
هَجَرَتْ شَاطِئَهَا
المُتَشَقِقِ مِنَ العَطَشِ
وَمَزَّقَتْ الشِرَاعَ ..
تَفْتَحُ لِلْعِنَاقِ الخَفِيِّ النَّارَ ..
عِنَاقٌ يُضِيْئُ جُذُوْرٌ
أَخْفَتْ فِيْ عُتْمَةِ التُرَابِ مَلاَمِحِهَا
تُفَجِرُ الأَجْوَاءَ
تَعْبُرُ الأَمْدَاءَ ..

يَا سَيِّدِيْ الوُشَاةُ عَلَىٰ قَلْبِيْ
المُثْقَلُ بِالأَحْلاَمِ كُثُرْ .!
مَا مِنْ قَافِيَةٍ تُوْصِلُنِيْ
وَلاَ جَوَازُ عُبُوْرٍ إلَيْكَ يَحْمِلُنِيْ
كَيْ أَقْرَأَ دُعَاءَ السَّفَرِ ..
وَأَتْلُوْ عَلَىٰ دَرْبِيْ إلَيْكَ تَعَاوِيْذِيْ
لِتَشْتَعِلَ المَسَافَةُ
فِيْ سَمَاءِ الهُدُبِ ..

أَبُوْحُ بِنَزْفِيْ إلَيْكَ لِتَخْمِدُنِيْ
وَتُشْعِلُ شُمُوْعَكَ عَلَىٰ جَسَدِيْ
كَالنُذُوْرِ ..
وَحَشْدٌ مِنْ نَبْضِكَ
يَسْتَضِيْفُ تَضَارِيْسِيْ ..
وَنَغْرَقُ فِيْ شَغَفِ المَسَاءْ
وَتَحْمِلُنِيْ هُنَاكَ ..
قَبْلَ أَنْ يَنْضُجَ المَاءْ
حَيْثُ لاَتَتَشَابَهُ الأَشْرِعَةُ
وَالنَبَضَاتْ ..
وَأَهْبِطُ عَلَىٰ مَاءِ فُؤَادِكَ
كَحُلُمٍ حَامِلٍ نَهَارَيْنِ وَصُبْحٍ .!
أُرَتِلُ سُوْرَةَ الطَوَفَانْ !!

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!