تطردني من ديارها الحياة
أَلجأُ إِلى رصيفٍ متحررٍ من ملازمة الطريق
لا يحدُّني الماء .. فلا أَغرق في الحكايات المالحة
أَرسم على ذاكرتي قرنفلةً سعيدةً .. ثم أَقطفها
كمتشردٍ أَنيقٍ .. توزعني أَدوية الصداع على المواقيت
أُحبُّ امرأةً مذبوحةً .. مثلي
لا تمسك بيدي في الشارع الطويل
لكنها تمتلكني .. وتمتلك القصيدة
أَكره الجدران التي أَوقعتني بحبِّ النوافذ
أَفرح أَحياناً – عن دون قصدٍ – لأَنني لا أَفهم الحياة
علبة أَلواني بجيبي .. أُغيِّر ما أُريد من الشوارع والوجوه
أَتجاهل موعدي مع الموت .. وأَهرب من مواعيد الدواء
أَتخلَّى عن ظلالي كل ليلةٍ .. فأَنام بلا رتوشٍ أَو زوائد
هيكلي العظمي قربي .. فلا أَنسى أَين وضعت رأسي في المنام
وقرنفلتي العاتبة بكفي .. تتفتح تدريجياً كل يوم ، ثم تذبل
أَخاف من العتمة والجدران الأَربعة
متروكٌ على طرف الحكاية مثل خطأ مطبعي
لا أنتظر شيئا .. ولا شيء ينتظرني
أَتنازل عن طاولتي في المقاهي الهادئة
وأَهرب مما تبقى لي من الوقت .. والهواء
لكي أَراني – ولو مرةً واحدةً – دون مرآةٍ كئيبة
ولكي أَرى هذا العالم المريع – ولو مرةً واحدةً – دون أَن أَكون فيه