مُذ حدثتني جنية مارقة
في درب عودتي من المدرسة،
عن حورية في قاع النهر تقيم،
وأنا أقاتل انجذابي الى كل زنبقة،
وأنازع رغبتي في الغرق.
مذ قالت لي تلك المشعوذة
أنكِ تحت جلدي تعيشين
وأنا ألاحق نفسي الهاربة إليكِ،
وأقاتل عصافير الغواية
كي أستعيدني منكِ
وحين قالت إنكِ تجيدين القراءة،
صرتُ اكتب إليكِ كل يوم
وألقي من فوق الحائط المشترك بيننا
كتبي ورُسلي وأنبياء الوردة،
ومُذ جرحت يدي
الجورية المتطفلة على سياج يفصل بيتينا،
وأنا اقود حملة ضد كل الجدران العازلة،
مُذ استنشقتْ فحولتي البكر
أسرار الليل في شَعْركِ،
وأنا ادعو الرب
ان تغط كل شموس الكون
في كسف ابدي لا يزول
منذُ أربعينَ حَوْل، يا سيدتي المُتخفية
بهيآتٍ مُختلفة،
وأنا أكتبُ لكِ، كُتبَ التَسليم والوَلاء،
وأغرقُ نفسي بعطورِ الأنبياء،
علّكِ تتقبلينني قُرباناً أخيرا.
ومنذُ أربعين ايضاً،
وأنا أرْشو النَهرَ بالشُموعِ، والبَخورِ والنُذور
وأعلنُ جَسدي مُتكأ للنوارس
التي لا تُقيمُ طَويلاً,
وللغُرباء الكاسرينَ بالدَمعِ،
طَقسَ سُكونه،
وللأقْمارِ الغارقةِ في قَلبِ المَساء
علّكِ تتنبهينَ للعاشقِ المُنشتلِ
على جُرفه،
وتتشكلينَ له بأيةِ صورةٍ
فتملئي إناءَ شَعبه،
وتُطفئي هذا الرجاء.
بأيةِ صورةٍ، إظهري لي
سأعرفكِ،
من عِطركِ على ياقةِ قَميصي،
من بقايا الكُحلِ الذي عَلقَ في يدي،
سأعرفكِ من صوتكِ الطفل العالق في أذني
من مَكتوبكِ الخَجول،
والمُوقع بقبلةٍ لها لونُ دمي.