لصحيفة آفاق حرة:
_______________
اليوتيوبر – مشعل العدوي
(ظاهرة تستحق ّالانتباه والمتابعة)
بقلم- الروائي محمد فتحي المقداد
حينما أحكي عن مشعل، من المؤكّد أنّني أتكلّم عن نفسي، وعن أجيال تتماثل مع الظروف والأعمار. جميعنا أبناء الفلّاحين المكافحين لانتزاع لقمة العيش، بكلّ نفس ذائقة الموت. مجتمع اِعْتقدَ أنّ العمل قيمة الإنسان ورفعته. والعمل من أجل البقاء.
* دائرة آثار بُصرى الشام كان توقيتا لفتح مشاريع التنقيب؛ يبدأ مع بداية العطلة الصيفيّة من عام، وكانت تستوعب معظم شباب بُصرى المحتاجين للعمل، لمساعدة أهاليهم، ولتأمين ثمن الكتب المدرسيّة والحقيبة والدفاتر، وبدلة الفتوّة، وبوط الرياضة، من النادر جدًا أن تجد شابًا لم يعمل في الآثار. بالطبع مشعل كان ضمن الذين اشتغلوا.
بعد حصوله على الثانوية انتسب للكلية الحربية ليتخرج فيها ضابطًا عاملًا لسنوات عديدة، وبعدها سُرّح من الخدمة.
لينتقل نقلة نوعية بممارسة العمل الحر في قطّاع الخدمات السياحيّة، وأبدع فيها، وأول من أسّس موقعًا إلكترونيًا ترويجيًا بعنوان (Bosra city) ثبت فيه صورًا للمواقع الأثرية، مع نبذة تاريخية عنها. ومن خلاله عرض أيضًا خدماته التي يستطيع تقديمها للسوّاح.
**مشعل ما قبل الثورة.. غير ما بعد الثورة. بعد الثورة. وانتقاله إلى صفوف المعارضة السلميّة. وهنا مربط الفرس، كونه الموقف الأبرز في حياته. والذي استوقفني كصديق. كما استوقف عشرات الآلاف من البشر بين مؤيّد ومعارض لطروحاته.
لابد هنا من إضاءة بسيطة على شخصيّته، حسب ما أعرفه عنه، بحكم علاقة الصداقة الشخصيّة التي تجمعنا منذ أيام الدراسة: (مشعل شخصية قيادية، يتمتّع بذكاء حادّ، مقدام بشجاعة حدّ التهوّر، عمليّ بعقلانيّة، طليق اللسان، متابع لمجريات الأحداث بدقّة).
من خلال متابعتي لقناته على اليوتيوب، والاستماع للمقاطع التي يبثّها بالصوت والصورة، أقول:
أ- بأنّه مُتابعٌ نشيط واجتهاد لمجريات الحدث السوريّ على مدار سنوات.
ب- قراءاته للحدث تتركز في كل مقطع على فكرة واحدة، يشتغل عليها بالإحاطة بكافّة حيثيّاتها وأسبابها القريبة والبعيدة.
ت- لغته الوسطى أو البيضاء؛ تتأرجح ما بين الفصحى والعاميّة الواضحة المفهومة لمتابعيه.
ث- تعليقاته ما بين الجدّ والهزل، بسخرية الكوميديا السّوداء، منا يعطيه مجالًا واسعًا للتحرك في إطارات الموضوع الذي يتناوله.
ح- بمهارة يدخل لأي موضوع في قراءة ظاهرة بداية، بعرض مُبسّط، بقراءة متأنية تدخل إلى البواطن، للفت الانتباه لما خلف السطور، وما وراء الحدث بتحليلات منطقية.
مشعل صديقي بتوقيت بُصرى.. سواء اختلفتُ مع آرائه أو توافقنا، إن اقتربنا أو باعدت بيننا الظروف، إن رضيتُ عنه أو سخطتُّ عليه. فهو علامة فارقة جريئة بصوتها المسموع على نطاقات واسعة، تستحتقّ الاحترام.
…..
٢٠/ ٥/ ٢٠٢١
بتوقيت بُصرى