لصحيفة آفاق حرة:
______________
اليوغا العربية
بقلم – خضر الماغوط
ما إنْ صرت داخل صالة مركز السعادة للتأمل، حتى أسرعت مقرفصاً ضمن الصالة، أستعد لرياضة التأمل.
دفشني المُدربُ بلطفٍ قائلاً: القرفصاء تكون في التواليت العربي فقط، أما هنا فيجب أن تتربع كما يفعل الهنود يا أستاذ، وتابع المدربُ قائلاً:
(بحلق) في هذا المسمار المثبت على الحائط، واسرح بخيالك في الأمور السعيدة التي حصلت معك سابقاً، والتي تتمنى أن تحصل لاحقاً، فستصل حتماُ إلى مرحلة ( النيرفانا)…
( النيرفانا … (nirvaa- ne)… نسيان المعاناة والمشاعر السلبية، وتحقيق النشوة والسعادة القصوى بالتأمل حسب بعض الفلسفات الهندية)
تَربَّعتُ بهدوءٍ واسترخاءٍ، و أنا أبحلق في نظري نحو الحائط والمسمار، كما أمرني المدربُ، الذي قال أيضاً :
والآن تأمل وتذكر بعض الأشياء الجميلة، لتصل إلى السعادة العليا.
تأملتُ وتذكرت القمع والإرهاب الداخلي والخارجي، والمشاكل السياسية والإقتصادية، والحاجات المادية للإنسان التي من المستحيل أن يجاريها ويلحق بها… و…و… و.. و.
قرأ المدربُ ملامحي، وشعر بأنني أنشر الطاقة السلبية في المركز.
سرعان ما مسكني من ياقة قميصي المهترئ، ورماني خارج القاعة، صارخاً بي:
إذهب من هنا، يكفيك أن تتأمل وأنت مقرفص في الخلاء…
فأنت قد تجاوزت مرحلة السعادة، إلى مرحلة السعدنة و السعادين.
…