مساء السبت بعد الجمعة الآتي ذهبنا نسبق الفجرا
وتعزف نأينا السحري نهدة عاشق حرى
ذهبنا عندما غزلت خيوط الشمس كف الليل نتبعها ونقصد عمتي عفرا
نهنئها ألا تدري؟ بفلذة كبدها صبري
ونقطع حبله السري، ونهدم كوخه البري، ونغلق شرفة البحر،
وقد كنا معا نجري، و روحانا معا تجري إلى نافورة القصر ،
لنطلق ريحه الذري، ونرفع راية النصر، على ربانة العصر،
ليصبح ثائرا حرا،
ولكن عمتي عفرا تقاضت أجرها جَهْرا
لتختم سيرة الأبواق تقطع رأس من فرا
سمعنا ثم خفنا أن تصلبنا وقفنا ساعتين هناك لما أعلنوا، صبرا
وقررنا بأن نسعى إليها دون أن تعرف!،
بأنا بالذي..! نعرف، ونعرف ما الذي تعرف، ومن من صدرها يقطف، وفي آذانها يهتف، لتسحق كل من مرا
أتينا رحبت وبكت وقلنا ما الذي يبكيك؟ قالت بعد أن صرخت: دفنت أمامكم طفلي، أصيب بردة الفصل، وأعطيناه للعفريت لما لم نجد قبرا
صمتنا لم نطق صمتا تحدثنا ولم تسمع لأن فؤادها المشغوف كان يفتش الأجواء عن نجم حداثي يجيد غواية التطبيع تهوى روحه الصورا
وكانت حاملات الورد تشهد حفلها الوردي يعبق ريحه عطرا
وكان الماء في الصنبور يعزف شفعُه الوترا
سلام أيها الشعراء فلتتساقطوا أسرى
وسيحوا ما أتيح لكم على أفنانها الغرا
ولا تنسوا بأن لها مقام لم يزل يُكرى
وأن لها بساتينا من الزيتون لم تشرى
هنيئا،
لم تعد في السر تسقي ربها خمرا
وتفتح بابها ليلا لتدهن خصلة شقرا
وتسرج خصرها بالتبر حين تمارس الإغرا
وتأكل ما تيسر منه ثم تعاود الإطرا
فيستجدي الذي أغوته أن ترتاده ظهرا
وتجعل من حمامته بريدا يحمل البشرى
لكي تتسوق الأرقام في سيارة حمرا !
سلام أيها الشعراء على أنقاض من مرا
على زمن يسير إلى ابتسامة طفلهِ سرا
على بستانه الفضي في دكانةٍ سمرا
على ليل من الإغراء يهدي للسنا غرا
على من أطفأ القنديل وهو يهندس الزرا
على وطن بلا وطن بلا نور ولا مجرى
على أغصانه الخضرا
على أمل متى أملت زيارة شاعر ما نام ليلا مذ رأى يسرى
على هند التي جاءت إليه بساعة النجوى وحين تساقطت حبا رأت في نفسه أمرا
على نجوى على سلمى على كل اللواتي جاءهن ومسد الثغرا
فسلوى لم تعد سلوى تشوش رأسها المنسي يا أستاذة القرآ..
سلام أيها القراء هذا فاعل أمرا
وليلى لم تجئ ليلا لتؤنسه متى ما أمطرت سحرا
ولا بلقيس عائدة تحمل هدهدا خبرا
ولا كأس تدور عليه حين يعودها ضجرا
ولا قارورة في الليل تعشق روحها السهرا
سلام أيها العملاء يا بوابة الدخلا
سهوت ولم أحدثكم بأني عاشق نجلا
وأن السامري الأمس عاد يشكل العجلا
وموسى لم يزل في الطور يسأل ربه الأعلى
وهارون على الجمعين ألقى خطبة إلا..
وإن الخِضْر في الأسطبل صار بعلمنا بغلا
أما حدثتكم أنا أتينا عمتي قَبلا؟
وكانت عمتي في الدار تضرب عمنا فضلا
نعم حدثتكم أنا رأينا عندها سطلا
وأقداحا مبعثرة وطبلا يقرع الطبلا
وما زالت تقوم الليل تطلب ربها فحلا
ولا تتخير الأحباب كلا لم تعد هبلا
تقول لمن أتى أهلا
تحب الشاب و الكهلا
لهذا لم تعد ثكلى
نعم يا أيها العملا حكاية عمتي عفرا تبيد النمل والقملا
وتهلك كل من ولى
فسبحان الذي ولى
وسبحان الذي أولى إلى من لم يك أولى
سلام أيها النبلاء جئت الآن معتذرا على سري! الذي أودعته وسرى
وشكرا للذين مضوا ولم يستأنسوا الخبرا
وشكرا للذين سموا بقلبي والذي انحدرا
وشكرا للذي صلى عليه والذي كفرا…
وشكرا للذي إن غاب في أرواحنا حضرا
سلامي أيها الفقرا
وشكري أيها الفقرا
وحبي أيها الفقرا
وشعري أيها الفقرا
لكم يا معشر الشعرا
