آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
بينما هو في إحدى منعطفات الظروف و هو يجلس منزويٱ مع نفسه يراجع حساباته الخالية من الأرصدة المالية ، فقط يحسب الديون المتراكمة عليه ، فقد صار يستحي من رؤية البقال و الصيدلاني ، وبعض الأصدقاء ، بل معظمهم ، و هو يفكر في حال أسرته اللتي يزداد أفرادها و يكبرون ، و تكبر معهم متطلبات الحياة .
فكر في إلغاء حسابه ، على الواتس كما ألغى حسابه على الفيس بوك ، من قبل و إقفال جواله و تجنب السوشيل ميديا بكل ما حوته من ضجيج موتر للنفسيات ، هو الآن لا يرغب سوا في الانفراد الشخصي و عدم التواصل مع أي إنسان , يريد فقط ترتيب ما تبقى من معنوياته المتعبة ، تذكر قبل أن ينهض من مكانه أنه قد أتته رسالة نصية و لم يلقي لها بال ، فتح هاتفه ليرى مصدر الرسالة و مضمونها تفاجأ بأنها حوالة مالية يرجى مراجعة اقرب نقطه خدمة إكسبرس تنفس الصعداء و هو يتمتم الحمد الله الحمد الله ، إنه هو لا غيره هو صديقي الحميم صاحب المواقف الخالدة على مر السنين ، مع نفسه صار يدعو له و يدعو ، جزاك الله خير الجزاء يا صديقي الحميم ، توجه إلى المنزل لأخذ البطاقة الشخصية و هو يحسب كم ياترى المبلغ ، سوف أسدد البقال ، و الصيدلاني ، و سآخذ بعض الحاجيات الناقصة و سألتقط انفاسي مجددٱ بعد الظروف اللتي تكالبت عليَّ ، توجه إلى أقرب مركز مصرفي سحبه من شروده الوهمي صوت موظف المصرف عفوا عزيزي العميل الرسالة أتتك بالخطأ فاسم المستفيد لا يتطابق أبداً مع اسمك ..
أخذت تعصف به أمواج الحياة ليرتطم بصخورها الموجعة .. ، معلنا للحياة روح التحدي و الصمود .
