رواق قصيدة النثر

أيها الطيف هبني من النبض لقاء أغرقني في دموع الشوق حد النسيان حد نكران الذات أتدري أني ألتقيك على صدر الموج نحضن البحر معا نترشف الحب شهدا ياطيف اجلس واهمس في اذن الورق تركت في رحم الحبر عينيك شفتيك حبلى الصبابة أنجبت ألف قصيدة اقترب يا طيف مني ودثرني بزفير  الوجد كي أثمل أصابعي باردة رئتاي تصدح بالحنين تعبر قوافل …

لا أحْتَاجُ إلى ضَجَرٍ  فالزّمنُ لمّا مَضَى لَمْ يَسأل عَن مَولِدِي, لكِنّهُ تَركَ لِي وَرْدةً  كَالفخَارِ وأصَابِعَ نِصْف مَشْلُولةٍ  وأسْنان حَادّة كَالمِنشَارِ,  تَركَ لِي ثُقوبًا فِي الجُدرَانِ  وشَمْعدَان أعرَج تابِت فِي المَكانِ , و فِي الصّخْرةِ التِّي أتَوسَّدُها وَجْهان وَجهٌ لِي بِقُبحِ الإدمَانِ والثانِي مِرْآة لِلعِيانِ … تَركَ وَشْمًا غَائِرًا فِي الوِجْدَانِ وصَفائِح بَابٍ يَدُسّ سِرّ الكَائِنِ والكِيانِ تَركَ دَّفةَ …

ننفضُ الحزنَ عن صدرِ نيرموندا نغتالُ الصمتَ  عن صخرةِ الألمِ. ونستعيرُ من اللهِ فارساً يرتقُ      بالسلاسلِ  اختلاجَِ الحواس يشرِّعُ     نبضَ شرفتِك العتيقهِ وعنوانك المبللِ بالانتظارِ يتشظى   في منحدر الرحيل وحين الشوقِ من عينك  يتلألأُ أعجزُ عن البوحِ النازحِ لضفافِ الهلاكِ يلفظني على جسرِ الرماد جسدا  يتكئ على زغاريدِ الحكاية على صمتِ العابرين وحين الشوق من عينيك يتلألأ أُلقي جدائلي المخضبةِ …

وأسند رأسي المقطوع من رأسي على الأرض التي فقدت خريطتنا وكفي يحفر البحر وإبهامي يحرضه ولا غيمات تمطرنا نعبئ بحرنا دمعاً ونقذف فيه بالناجين من وَيْل المسافات ولا أحلام تنظرنا فيأتي الذئب ينهشها خريطتنا مدماة بلا صخرٍ على رملٍ بلا معنى بلا أقدام تحملها إلى الخلف الذي ولَّى مربعةٌ حدود الخوف معروف حواشيها مدججة أغانينا بأسلحة من الأنغام والأحلام والبارود …

في الذكرى المئوية، أُهدي عمّان هذا الوفاء. عمّان … غيمٌ صباحيٌّ شهيٌّ يُراودكِ الآن تقدّست حروفكِ المصطفاةُ من بحر الأبجدية ِ : العين ُ :عروس ُ الجبال ِ ، عينُ النّبع ِ اليافع ، وعين الله عليك ِ.. الميمُ : ميمُ المحبِّ المتيَّمِ لايروي شغفهُ إلا من عينك ِ والشَّدَّةُ على (الميمِ) من َ الشِّدَّةِ، شِدَّةُ الحبِّ والتَّيْمِ جعلت الشَّدائدُ …

ايها الفينيق الذي حط على نافذتي أأنت ..أنت من عانقت الغياب واختبأت في رمادي أأنت أنت من صعقتني واحييت فيّ الجنون أم أنك امتطيت صهوة براقي وجئت إلي كطلع الريح ما أقسى قلبك يا صديقي وما أشد سوطك وحيد انا لا صوت يدوي في المكان الا الفراغ بهز سكون الليل ويوقظ صمت الحنين ما أشبهنا أنا وانت قهر الشتات وآهات …

هناك.. هناك حيث النسوة يغزلن الوقت.. هناك .. حيث الأسئلة تستفيق مثل شمس مخضبة بالحناء. . حيث الوطن بلا قلب.. يهوى الصمت ، هناك في قرى المنفى يكبر الحنين. . منذ عشرين عاما. . خلف العبرات مطرودا  بعكاز  اللعنات، بين الحلم والوهم تموت الفراشات. . والخطيئة تعود إلى الرصيف.. الريح تتلو الرحيل هناك. . حيث تعطلت البئر. . يستيقظ الليل …

لو كنت عطرًا .. لأخمدتُ رائحة الأحلامِ المحترقة على أعتاب العمر  ، أرشُّ رذاذ الأمنيات ليتنفّسَ القلبُ هواء الأمل .. لتركتُ في دروب الشوق ذكريات أوّل عناق ، ترسمُ على الشفاه المتحجّرة ابتسامةً لم تنهكها المسافات .. لحضنتُ الرّبيع كلّما بهتت اللهفةُ ، أتمرّغُ بنداه وأحملُ رحيقه هديّةً لكل حبّ شابت أيامه في محطات الانتظار .. لحرّرتُ الوعودَ السبيّة من …

قلتُ لها : ثمَّةَ فِتنةٌ في الكون الموتُ يستفِزُّ الأرضَ وصوتٌ تحملُه الرِّيحُ إليَّ : أنتَ ابنٌ غيرُ شرعيٍّ لهذا البلد .. السَّراويلُ الضَّيقةُ لا تليقُ بهذا البلد كلُّ القوانينِ نصوصٌ هزليَّةٌ لِمَ تبدو المؤسساتُ الرَّسميَّةُ كأنَّها ملاهٍ أو مسارحَ للتَّعرِّي ؟ المشاعرُ صامتة لم تعُدْ تهدرُ كالبحرِ البحارُ تموتُ والمشاعرُ تموتُ .. أتذكرُ تلك المرأةَ كانت تستحضِرُ الجِنَّ وكانت …

سيأتي يوماً ما وأترك قلبي موارباً لكل هوامش القهر المعلّبة ببذور منتهية الصلاحية الحبلی بأجنّات الوعود وأتجاهل غمازة القصيدة لأغدو شامة ورقية في حقيبة حبرك العنيدة تحملني علی أجنحة المعنی كلما هبّت عاصفة المواعيد الموؤدة تقويمُ الطرقات كان غامضاً لافتاتُ العبور خائنة تضيقُ ذرعاً كلما نامت إشارات شوقي علی كرسيٍّ بلا أقدام أرقب قافلة الظلام و ألقي نظرة خاطفة علی …

تتنفس الحرية .. حرة بهية مناضلة أبية هاربة من العبودية فارسة شقية تعشق التمرد تخاف الانكسار تحب الشموخ تجيد لعبة العنفوان تتراقص على انغام الحزن تزرف الدمع على وقع الفرح تركض وراء حلمها كطفلة تحيك يومياتها بخيوط العزة تتزين لنفسها وتغازل افكارها ترتشف قهوتها مع آهاتها لتحرق الانتظار فوق شفاهها تلون نهاراتها بريشة حمرتها ترسم حدود طموحاتها بقلم كحلتها إنها …

لادَاعِي أنْ أنقُشَ  هَذا المِحْراب المَائِي  بدُخانِ الغَابةِ … فأعْدَاد النوارِسِ التّي تَمرّ كل صباحٍ  عَلى فتْحةِ الفَجرِ  لاَ تُلقِي سَلامًا بالمَجانِ ولا تلعقُ ثَلجًا لمْ يكتَمل  لَكنْ  حِينَ تبِيضُ فِي قَرْنِ الجَبلِ تَعِي أنَّ الثعْبانَ يصْطادُ فِي أحْواضِ   الرِّمالِ.    وهَذه الجامُورَة تقشعُ ليْلًا  لِرَصْد نَيزكٍ هارِبٍ في السّماءِ  لَكنّها  لا تُحرِمُكَ دُعاءَ الصّباحِ  فَخُذ لهَا مِنْ عُجْبِ …