كل المدن أنثى… وهذا ليس مديحًا. المدينة تُغريك، تُربّت على كتفك بيدٍ ناعمة وتخبئ خلف ظهرها أمراً بالطرد تغني لك في المطار، وتصمت حين تتجذر في قلبها. تمنحك ساحة، وتحاصرك في الزقاق. وأنا… كلما سكنتُ مدينة، اكتشفت أنني مجرّد مؤنث زائد في جملة لا تحتمل ضميرًا حيًّا وكل أنثى… منفى. ليس لأنها غريبة، بل لأن لا أحد يحتمل امرأة تحمل …
أكمل القراءة »رواق قصيدة النثر
شفرةُ امرأةٍ لا يراها سواها/بقلم:عائشة بريكات(سوريا)
لم تكن تجيد الصراخ كانت تَذبح الفكرة بسكّين اللغة وتدفنها تحت جفنٍ لا يرف كلما اقترب رجلٌ من خطّها الأحمر أمطرت عليه سُخريةً نبيلة ثم علقت صمتها على خاصرة المجاز وقالت له: مكانُك في المعنى لا في اللمس لم تكن قاسية لكنها كتبت على راحتها بمدادٍ غائر: المسافة رحمُ الكبرياء كل شيء فيها قابل للانكسار إلا حدودها فقد ورثت من …
أكمل القراءة »لم يهزمني شيء/بقلم:يزن السقار (الأردن)
لم يهزمني شيء كما هزمتني الذاكرة كلما تيبّس عود بي أخرجت من جواريرها صورة لأغصان زيتوني العتيقة فركت أمام عيني معنى الأخضر و قالت لا تنسى زيت المعنى فوقها كيفما تعكّرت رؤاي تحرّشت بحبل البداهة و ضحكة الاحتمال و قالت كنتَ صيادا بري يا فتى لا يثار له فريسة كلما اقتنعتُ أن لا وقت للنرد ألست المراهن الجسور كنتَ تقول …
أكمل القراءة »صافلو/بقلم:وفاء اجليد ( المغرب )
صافلو… طيفي المجازي بعيونه لا زوردية، كان سيد الضوء، كان يخبرني عن مولد القِبلات و عن رتبتي في صفوف الباحثين عن شهيق البسملات. كنت قِبلة خرساء في غيب العبث، وكان صافلو…حصتي من عزلتي بوصلةً في دمي، يربي الشموس حينا، وحينا يطهرني من وشايات العراء، لحظات أخيرة، تأمل في صمت الفراغ، في نبؤة دمائي النافذة، وفي تفاصيل الرحيل . اختفى صافلو، …
أكمل القراءة »لمسات أخيرة/بقلم:عبدالقادر محمد الغريبل (المغرب)
( أنت الشخص الوحيد الذي يثق به ….. الذي يجلب له الأخبار السيئة بنوايا حسنة) قرية هادئة …إن الشيطان لم يولد هنا لكنه داعب أفاع خبيثة في جحورها وجرذان قذرة في غيرانها واسترخى في هدوئها المريب مرتقبا مخاض فراغها الرتيب سأشرح لك الأمر يوما ما لا زال يتردد صداها في أذنيه كلما استفسرها عن كنه أشياء مثيرة أو سألها عن …
أكمل القراءة »أخيطُ جرحاً/ بقلم:حيدر غراس (العراق)
أخيطُ جرحاً يَنزُّ بين حناياي، جرحٌ آخرُ ليس له علاقةٌ بذاكَ الأوَّل، أخوانِ ليسا بشقيقين، وإن كانا من محبرَةٍ واحدةٍ، لا يلتقيان، لا يقتربان، لا يدركان عظمَ الهوَّةِ، التي لو جُمِعَتْ كلُّ أحجارِ الحقيقةِ على ردمِها، لفشلتْ بذلك. أين تكمنُ المعضلةُ؟ هكذا يقولُ المتشدِّقُ بالنَّباهةِ، ليجيبَ الآخرُ: لعلَّها بفعلِ التَّخديرِ الذي سرى بالأوصالِ، ليستفحلَ كورمٍ خارجٍ عن نطاقِ الإشعاعِ. الجُرحانِ …
أكمل القراءة »ومضة حضور/ بقلم:خديجة بن عادل
١. النِّداء نَادَيْتُهُ… فَلَمْ يَأْتِنِي مِنْ صَوْتِهِ شَيْءٌ، لٰكِنَّ قَلْبِي انْشَقَّ وَأَزْهَرَ. مَضَى طَيْفُهُ فِي عُرُوقِ الغِيَابِ، لٰكِنَّهُ تَرَكَ فِي دَمِي شَجَرَةً مِنْ يَقِينٍ. مَا قُلْتُ: «أَيْنَ؟» وَلَا سَجَدْتُ لِلْوَقْتِ، بَلْ وَقَفْتُ عِنْدَ الْعَتَبَةِ، أُمسكُ الْهَوَاءَ كَمَا يُمْسَكُ الدُّعَاءُ، وَأَبْكِي. هُوَ لَمْ يَأْتِ، لٰكِنَّهُ كَانَنِي، حِينَ سَلَّمْتُ، تَفَتَّتَتْ حُدُودِي، وَصِرْتُ أَنَا مَنْ لَا اسْمَ لَهُ إِلَّا: هُوَ. ٢. السُّرَجُ …
أكمل القراءة »نداء طارق/ بقلم: الشاعرة المصرية فابيولا بدوي
لم يكن من المفترض. لم تُلقَ النوايا في بئر التمنّي، ولا كُتبت الأسماء في الهامش. لم يهيئ أحدهما ليكون للآخر، لكن شيئًا ما… أزاح الستار في الداخل، فانكشفت الحقيقة: أن هناك قلوبًا تتهيأ دون أن تدري. لم يتشابكا. لكن العالم من حولهما بدأ يضيق، كأن الزمن يختزل نفسه في لحظة بين سؤال ونظرة. هو لم يبحث، لكنّه عرفها حين مرّت …
أكمل القراءة »معاناة الدموع/بقلم:محمد مجيد حسين
اهتزازٌ في صخرةِ الروشة ينغمسُ الضوء في الصدى معاناة الدموع بيروت تودّع قلبها أنطلياس تُزغرد ينحني كتّابُ التاريخ.. ومؤرشفو المتاحف ابتسامات ورقُ الأشجارِ انزياحات في مسيرة الأنهار.. أمام نظرات زياد الرحباني الملامح تعيشُ المنعطفات.. بثرائها المُلتحف يقف سحرة المعابدِ.. في خندق اللاشيء يعودُ زياد إلى الحياة.. تعانقهُ صخرةُ الروشة
أكمل القراءة »أُنْثَى مِنْ دِمَشْق/ بقلم:غارسيا ناصح
يَقُولُونَ: فِي الشَّامِ مَهْدُ الجَمَالِ، فَقُلْتُ: بَلْ هِيَ الجَمَالُ إِذَا تَجَلَّى فِي ٱمْرَأَةٍ. وَعَلَى خَدَّيْهَا يَغْفُو الحَنَانُ، وَفِي عَيْنَيْهَا الدِّمَشْقِيَّةِ يُرْسَمُ الحُسْنُ وَالفِتْنَةُ. فَيَضِيعُ الزَّمَانُ إِذَا ٱبْتَسَمَتْ، وَتَصِيرُ اللَّحْظَةُ نَبْضَ قُرْبَى وَنَشْوَةً. وَإِنْ قَالَتِ الحُرُوفُ سِرًّا، تَكُونُ كَلَامًا فَوْقَ الشِّعْرِ وَالحِكْمَةِ. تَمْشِي… فَيَتْبَعُهَا النُّورُ هَائِمًا، كَأَنَّهُ عَاشِقٌ تَائِهٌ فِي مَدِينَةِ الحُبِّ وَيَضِيعُ فِي وَخْزَةٍ… هِيَ لَيْسَتْ مَرْيَمَ… وَلَا لَيْلَى، وَلَكِنَّهَا …
أكمل القراءة »خَلفَ سُؤَالِ العَتَمَةِ/بقلم:خديجة بن عادل
تَكَسَّرَتِ الجُدرَانُ فِي صَوتِ الغِيَابِ، وَكُنتُ أَسقُطُ… كَمَا تَسقُطُ اللُّغَةُ مِن شفَاهِ القَافِيَةِ حِينَ تَخرُسُ الكَلِمَاتُ وَتَخْبُو الرُّوحُ. لَا شَيءَ يَكفِي لِأُسَمِّيَكِ، فَكُلُّ الأَسْمَاءِ تُعَانِقُ ظِلَّكِ، وَتَرْتَجِفُ فِي مَدَاخِلِ الغُمُوضِ كَأَصَابِعَ عَجُوزٍ تَعُدُّ مَوْتَهَا عَلَى مِسْبَحَةِ الرَّحِيلِ. هُنَاكَ، فِي الزَّاوِيَةِ البَاكِيَةِ مِنْ جَفْنِ الزَّمَنِ، تَكُبُّ الأُمُّ وَجْعَهَا فِي صَحْنٍ مَكْسُورٍ، وَتُقَطِّعُ صَدْرَهَا خُبْزًا لِأَبْنَاءٍ أَكَلَهُمُ القَصْفُ… وَتَرَكُوا أَلْعَابَهُمْ تَحْتَ الرَّمَادِ. …
أكمل القراءة »صيفُ الغضب/بقلم:عائشة المحرابي
في صيفِ الغضبِ العبوسِ والمسغبهْ تُقرعُ الأجراسُ تئنُّ الريحُ تعوي في متاريسها الكلابُ عسسٌ وحراسٌ هنا وهناك ترتدي الجلبابَ والنُـقُـب تَلمعُ البروقُ تُجلجلُ الرعودُ ويصرخُ السكونُ بصوتهِ الناعمِ للجوعِ لا .. للقهرِ لا … والمتربهْ يتطايرُ الشررُ وأبقى في ذهولْ أهذا صوتُ تحنانِ الهديل؟! يشقُّ من أوجاعهِ كبدَ السماءِ مزمجرًا وهادرًا ماعادَ يخشاها خفافيشُ الظلام في ليلةِ الغضبِ النبيلِ …
أكمل القراءة »