رواق قصيدة النثر

إلى أمي ويجيء ذكرك والعيون لها بكا والقلب من وله به حسراتي وأتوه أبحث عنك في كل الخطى ضلت خطاي وأثقلت آهاتي أنا ما حييت بغير حبك حارسا يا نور عيني في رُؤى خطواتي ما زال صوتك في الصباح مناديا قم يا صغيري داعب الصلوات يا من على سطري أرق من الندى وأعز من همس الضحى بفلاتي ….. رحمك الله …

على ارض لبنان ترعرعت في قبو كنيسة ولدت شماسها أبي من حبه شربت مع ألحانه كبرت عمشيت الذكريات لبنان الحياة على ارض لبنان ترعرعت في قبو كنيسة ولدت في حضن أمي بالموسيقى حلمت مع نظراتها أوتار العود داعبت على ارض لبنان ترعرعت في قبو كنيسة ولدت قصائد محمود لحنت لفلسطين غنيت أنا للقضية عاشق على درب الأبطال سرت كطفل صغير …

_في اليوم العالمي للشعر افيض لهفة_ ايها الشعر في غابات القلق والارق نهذيك اقمارا وشموسا نمتطيك موجا وخيالا ونكتبك عشقا بارواحنا شاعرة انسكب كحبات قمح على جدار الابدية الجاف ارتدي حروفك واتبرج بشغف لرجل المستحيل الهارب تداهمني سيول حروفك تنثرني احلام وطن تقرعني بنات أمنياتك تغرسني نارنجة في اقاصي اليباب كسحاب يأخذني إلى طواف حنين صوفية على أبواب الحلاج أدواي …

ولأني أحبك ستكون بخير فقبلاتي لك هي المصل ولأني أحبك نبضاتي ستعدل درجة الحرارة و لحظ عيناي سيكون البراق لتنجوا من سهام كل أوبئة الدنيا وخاصة النساء وهل هناك أشد فتكا عليك من نصال عيونهن ولأني أحبك سأسجد سجدة للرب ليظل قلبك مشحوذا بحبي إلى الأبد ولأني أحبك سأكثر من السجود وسأقيم صلاة حضورك بالقلب ولأني أحبك سأجعل نافلتي الروح …

ثمة أمتداد بي بطول العمر شكلته فراندا بيتنا القديم وارفة الرؤى كانت أمنا الرؤوم التي أظلت عيوننا حين تحسسنا برهبة ضوء الشمس الجرئ تلك الشجرة التي تتسلق الجدران لتطل على أحلامنا الباردة وتمنح بعض اخضرار كان النيل أيضا يتلصص من بعيد ويرسل نسماته ليعبث بأفكارنا الغضة ويبتسم لسذاجتنا حين نلقي عليه قولا بريئا ونستجديه أن يحرس ضحكاتنا التي كانت تهرب …

بيروت امرأة من هواء وماء ونار بيروت زهرة الجلنار لؤلؤة تنفض عنها سنين الغبار ايقونة عشق للسائرين نحو شروق النهار مرافئ حب من بحار وانهار فاكهة للحب وواحة اخضرار غمائم من الماء تبحث لها عن مسار ارزه مغروسه في كل ركن ودار جسر من الحب يمشي على وجع الفقراء مواكب عشق مترعة بالضباب قصيدة حب لم يحتويها كتاب عاشقة تبحث …

في يوم مولده محمود درويش (13 مارس 1941 – 9 أوت 2008) أهدي قصيدي هذا لروحه الشاعرة ــــــــــــــــــــــــــــ أنا أيضا “لا شيء يعجبن” وهذا القطار الذي يحملني والإبرة التي لا تزال تزغرد بين نجماتي وبوصلتي وانثيالاتي التي لا أزال أحملها فلا أستوي ولا أسافر ولا أموت… “نلتقي بعد قليل بعد عام بعد عامين وجيل”…. وأنا القابعة هنا على صفحة الصمت …

تُتعبني الفكرة المتأرجحة على حبل السّهو تقفز من عيني الوقت السّديميّ تشتِّتُ كلّ الحسابات المصطفّة على رصيف تؤثّثه كراسي مقهى الموعِدِ الأخيرِ في يوم ماطر سفني راسية على حافة العاصفة غيمة عاقر تحرسها و يغازلها التّيه الحبّ عرش الإله نركع له خاشعين كم مرّة نرتدّ ثم نعود إليه تائبين الصّقيع ينكرني …يرمي بي في دفء حنينك على ذاكرتي البيضاء ُ …

ذات زمان كان لي قلب دفنته في جوف الثرى مزقه الغدر وبعثره الورى ذات يوم كان لي دفء في أضلعي كسرها المكر وأوخزها النكر وهدمها المكان ذات زمان كانت لي أعين تلمع وتشعل الحريق داس عليها الصبا فقطف الرموش وسافر بالقرر ونام في أحداقي فخلق فيها الحفر ذات مكان كان الاخضرار وكان المرج والأشجار وكنت أنا الساذجة بإكثار كنت نسمة …

الجبل الشامخ الصلب الذي يجابه الريح يتحدى الأعاصير الأبي ذو العيون الخضر التي تختصر الحياة بحلوها ومرها كلما تبسم تطيب الحياة حين يغيب تبكي السماء يده واحة العطاء حضنه ملجأ الأمان هو الذي يمضغ الخوف ليعطي الترياق يعصر الضعف ليُقطّره قوة يقلم الشوك ليحصد الزهر يضرب الارض ليزرع الحب ينازل الحياة دون كلل صاحب الهمة التي لا تنكسر إنه السليم …

للذكرى باب خلفي.. حين توهمك الأيام بالنسيان… تتسلل أطياف إلى روحك تنبش قلبك…تكركب مشاعرك توقظ فيك كل مواقد التأوه وتنساب بين مخرات الجزع تحاول أن تهرب فإذ لا منفذ ولا مهرب ولا ممر سري لتنجو من ثعالب الألم_ _ال تتواثب نبضك فلا صحو ولا نوم والأرائك شوك… ومقاعد الندم تتلقفك إذا تراخيت تعبا أهذا فِراش أم أنه النار تشتعل وتلك …

في تلكَ الليلةِ منْ سنةٍ لمْ تُدرِكني.. في تلك زارَ العاشقُ قبري.. كانتْ كلُّ ملاذاتِ طيوري. كانتْ خلفي تتقلّبُ بلظاها.. من أقصى ضيمٍ للحبِّ.. إلى مقتلِ قمري.. هلْ تلكَ الأعوامُ القادمةُ من القلبِ المجروحِ ستجلبُ حزناً آخرَ لضريحي..؟ سيقولُ القبرُ المزَّمِّلُ بوضوءِ مراراتي منكَ طويلاً سيقولُ إني كنتُ رحيماً.. حتّى السُّخْطِ عليكَ… وأنتَ حبيبي… فلماذا لا تعترفُ بأنّكَ.. في السِّفَرِ …