كيف استطعت بكل براءة يا فارسي
أن تخطف القلب بلا صوت
و أن تمزّق قيمة الأشياء
وتترك الفراغ يأكل هامتي
الحزن ينهشني بلا بكاء
حتى البكاء بلا صوت بلا دمع
نشيج يمزق صولة الأضلاع
لم أقنع قبل أنك قد تعيش بدون قلب
أن اللون مسروق مثل الهواء
و أن الأشياء بلا أشياء
وأن الكلام حسيرٌ مكبّل ٌ
بلا وعي لا يعرف المعنى
ولا يمس الجوى
هواء في هواء
كيف استطعت يا فارسي
أن تغيب بكل ضحكاتك
بكل حرونك المتحفز القافز
بكل أسئلتك المجدولة بفلسفية الكيف و المتى
الخجولة باللماذا
القانعة بأنصاف الإجابة
و الرجاء و الأمل
كيف استطعت يا فارسي
أن تترك الجرح ينهش بعدك
و الصدر يضيق بعدك
و النبض ينزوي في أضيق نقطة وحيدا بعدك
كيف استطعت يا فارسي
أن تنتهي من يبننا
و تترك كل ما فينا
وليس ما فينا
أن يلهج بك بعدك