مسرحية .
——-
الشــخصيات :
مقدم الحفل
السفير الامريكى
البروفسير حسونة درويش
———————-
المشهد الأول
———–
المكان .. قاعة أحتفالات كبرى . يقام الاحتفال بوصول آلة الزمن بحضور
السفير الامريكى والعالم الامريكى المصرى الاصل البروفسير \ حسونه
درويش وبعض النخب المصرية . وجمع من الضيوف .
على المسرح منصة فى مواجهه جمهور الصالة . وخلف المنصة صورة
الرئيس الامريكى ( أى صورة ) وصورة الرئيس المصرى ( أى صورة )
والعلمين المصرى والامريكى . على أن تكون جلسة الحضور على يمين
ويسار خشبة المسرح . ويراعى وجود باب لقاعة الاحتفالات عليه حارس .
مقدم الحفل :
_ أيها الشعب المصرى العظيم . نسعد ونحتفل بوصول هدية الشعب
الامريكى العظيم . ألا وهى آلة الزمن . التى سوف تحدث نقلة نوعية فى
حياة الشعب المصرى . ويشرفنا بالحضور . سعادة السفير الامريكى
والبروفسير العلامة حسونة درويش . ونخبة من علماء ناسا القائمين
على تشغيل الجهاز .. ويشرفنا ان نعطى الكلمة لسعادة السفير الامريكى .
السفير الامريكى :
_ أسلام أليكم . بسم السعب الامريكى العظيم . نقدم هذه الهدية الازيمة
الى السعب المصرى الازيم ساخب الهضارة الازيمة . ألا وهى آلة الزمن
( فى هذه الاثناء يكشف الغطاء عن آلة الزمن الموجودة بجوار المنصة
ويراعى ان يكون نصفها ظاهر على خشبة المسرح . على شكل قفص
بلورى مصنوع من الكريستال الملون بحيث يعطى ومضات ملونة
ومتباينه .. ويقف الحضور ويصفقوا بحرارة .
صحفيه لزميلتها :
_ حصان طروادة .. ؛
الزميلة :
_ مش معقول … دا قفص عصافير .
( هتافات من بعض الحضور …. يحيا الشعب الامريكى العظيم .
يعيش الصداقة الامريكية المصرية .. يعيش الرئيس الامريكى ملك
العالم وما وراء البحار .. تحيا مصر . ثم يصفقون )
السفير الامريكى :
_ وبناء على توجيهات الرئيس الامريكى نحتفل الان بوصول آلة
الزمن الى القاهرة . وهى أول دولة فى العالم تحصل على هذا الجهاز
واحد من الحضور :
_ ودى داخلة ضمن المعونة الامريكية المقررة يا سعادة السفير ولا ايه ؟
واحد تانى :
_ هما عندهم توجيهات زى اللى عندنا ولا فيه اختلاف . ؟
( تصفيق حاد لكلمة السفير الامريكى . وهتافات . والسفير يحييى
الحضور . ويراعى ان يشارك جمهور الصالة فى التصفيق )
مقدم الحفل :
_ نشكر سعادة السفير الامريكى على كلمته المعتبرة . والان الكلمة
للعالم الامريكى المصرى الاصل . العالم الفذ البروفسير حسونة درويش
( تضج القاعة بالتصفيق والهتاف . يا مشرفنا .. يا رافع راسنا .
بلدك أولى بيك يا بروف .. العقل المصرى الجبار . تحيا مصر )
البروفسير حسونة :
_ مساء الخير عليكم . اشكركم على حفاوة الاستقبال . واقدم لكم
هدية الشعب الامريكى العظيم الى الشعب المصرى العظيم آخر ما
توصل اليه العلم فى العصر الحديث . من تكنولوجيا المستقبل . انها
آلة الزمن . فمنذ أن تطرق الى الفكرة الكاتب الامريكى هربرت جورج
ويلز سنة 1895 ونحن نبحث فى هذا العلم الغامض . حتى نثبت
العلاقة بين المادة والطاقة . والزمان والمكان . بحيث يمكننا استخدامهم
فى الكشف عن المستقبل وخباياه . والغوص فى الماضى ومحو اخطائه
وبعد جهد مضنى توصل العلماء الى آله تمكننا من تحقيق ذلك .
وقد جرت عليها اختبارات عدة . داخل امريكا وخارجها وكانت النتائج
مبهرة . اذ تمكن احد المتطوعين من ايقاف صاروخ يحمل قنبلة ذرية
اطلقته اليابان فى ذكرى هيروشيما وكان موجها الى البيت الابيض
وقت غذاء الرئيس الامريكى . وتمكن احد الباحثين البرازيليين من محو
خطأ فادحا للرئيس البرازيلى . وكانت النتيجة . ارتفاع معدلات النمو
فى البرازيل . وزيادة منتجات اللحمة والفراخ .
نأمل ان يساهم هذا الجهاز فى حركة التنمية المستدامه فى مصر ورفع
مستوى معيشة الشعب .
واحد من الحضور :
_ على كده ممكن نستخدمه فى انتاج سلالات جديدة من البقر . تدر
البان ولحوم زيادة بجودة عالبة . يعنى ممكن الشعب ياكل لحمة
بسعر رخيص جدا .
واحد تانى :
_ وممكن الشعب يفطر لحمة . ويعوض اللى فات .
صحفى فلسطينى :
_ أنا عن نفسى ممكن أقتل بلفور .. قبل ما يوعد اليهود بأقامة وطن
لهم فى فلسطين .. وبكده أكون حليت القضية الفلسطينية المستعصيه .
جرسون :
( بعد أن وضع كوب ماء على المنصة )
_ لاااااه … دا جنون رسمى … طيب أنا عايز اتجوز . ممكن
يجوزنى ……………………. أظن ده طلب سهل جداااا .
الصحفيه :
لا والنبى دا حصان طروادة . دى لعبة امريكانى للهيمنة على
المنطقة وكسرها . ومصر المفتاح . آى والله . والجهاز ده مليان
جواسيس . وألاعيب .. يخش الجهاز مصر . وبالليل ينزل منه
الحاجات دى كلها وتنتشر فى البلد . الا قوليلى . هوه بسلامته
رجينى كان بيشتغل ايه . ولا الجواسيس اللى مسكوهم فى التحرير
ايام الثورة . طب وحماس ماهى دخلت حررت مرسى وطلعت
العصابة بتاعتها . ماهى دخلت بحمار طرواده برضه .
يوه …. انتى حماره اش فهمك فى السياسة .
زميلتها :
_ أنا عايزه الجهاز ده يخلينى اصغر رئيس تحرير . واسمى
ينكتب بالبنط العريض . وافضح الاستاذ غباشى المتحرش فى
صفحة الحوادث .
( همهمة وتعليقات من الحضور . واحاديث ثنائية فيها العجب .
وتعج القاعة بالهرج والمرج . ويخبط مقدم الحفل على المنصة
طالبا الهدوء )
مقدم الحفل :
_ نهدى شوية لو سمحتوا . وسوف يرد البروفسير حسونة على
جميع استفسارتكم .
رجل اعمال :
_ على كده ممكن ادخل المستقبل واستحوذ على المناقصات
اللى تعجبنى . وكمان ارشح نفسى فى البرلمان وانجح .
البروفسير حسونة :
دا موضوع سهل جدا . طبعا ممكن . والنتايج المترتبة
على ذلك تتحملها انت .
رجل عجوز :
_ ذنوبى كتيييير .وعايز أمسحهاااا .. أنا حلمت بيوم القيامة وده
انذار شديد اللهجة . ممكن يا بروفسير بيه . ؟
البروفسير حسونة :
_ طبعا ممكن ذلك بالرجوع الى الماضى . تمسح ذنوبك وترجع
تانى صاغ سليم .
احد الحضور :
_ دا يبقى جهاز للحج والعمرة مش آلة الزمن . أما امريكا دى عليها
حاجات ياجدع . وازى يا بروف يحصل دا كله . ؟
( يضحك البروفسير حسونه ويضحك العلماء الامريكان )
البروفسير حسونة :
_ الموضوع ده معقد شوية . وله علاقة بالطاقة وسرعة الضوء
والزمن والمكان . حاجات علمية معقدة انتم فى غنى عن تحليلها
لكن ليطمئن الجميع . فكل ما قلناه حقيقى .
الصحفى الفلسطينى :
_ انما ايه رأيك فى موضوع وعد بلفور ده يا بروف ؟
أنا عايز أقتله قبل الوعد .. وقبل تقسيم الوطن العربى بين فرنسا
وبريطانيا العظمى . بس خايف احسن امريكا تزعل منى . أو
ممكن تكون مبرمجة الجهاز بما يفيد مصلحتها ومصلحة حلفاؤها .
( همهمة اندهاش داخل القاعة . ويضحك البروفسير حسونة
محاولا احنواء التعليقات الساخنة .)
البروفسير حسونة :
_ بس فى الحالة دى يا استاذ . اما يطلقون عليك الرصاص أو
يقبضوا عليك وتعدم فى ميدان عام . وفى الحالة دى لن تتمكن
من العودة الى الحاضر ابدا . وطبعا انت عندك زوجة واولاد
ياريت نفكر شوية قبل ما نتخذ اى قرار . وعلى فكرة امريكا
مش حا تزعل خالص لو عملت اللى فى دماغك .
رجل من الحضور :
_ ذنوبى كتيير وعايز أمسحها . القيامة قربت . يا مغيث
اغثنا من جهنم الحمرا .. أنا شوفتها أشد من نار البوتاجاز .
امرأة من الحضور :
_ هوه ممكن نرجع الماضى نمسح ذنوبنا . وبعدين نرجع
الحاضر نعيش ونتمتع بفلوسنا . ونخش الجنة .
البروفسير حسونة :
_ حضرتك يتشتغلى ايه ؟؟
المرأة :
_ راقصة .
البروفسير حسونة :
_ فى الحالة دى تختفى الفلوس مع الذنوب . اذا كان هناك
ارتباط بينهما .
المرأة :
_ طيب ممكن اروح المستقبل أحط شوية حسنات . والحسنات
يذهبن السئات . أو نطلع متعادلين ونخش الجنة برحمة ربنا .
البروفسير حسونة :
_ يمكنك سؤال الشيخ فى ذلك . أنا شخصيا معنديش أى مانع .
( يقف رجل فى اخر الصف . ويتقدم ويهمس للبروفسير حسونة
فى اذنه )
الرجل :
_ على كده ممكن الرئيس مرسى يرجع الحكم . ويرجع البرلمان
الاخوانى والوزرا والمحافظين . أنا ممكن ابلغ التنظيم الدولى
علشان يعملوا حسابهم . ولا ايه يا بروفسير .
البروفسير حسونة :
_ الموضوع صعب لكنه غير مستحيل . وهذا يعتمد على من
سيدخل آلة الزمن ويدير حركة الزمن من الداخل .
امرأة :
( تقوم منزعجة وواضح عليها الغضب الشديد )
_ لااااااه . على جثتى . وان كان الاخ حا يرجع مرسى .
والفلسطينى حا يقتل بلفور . أنا حا اقتل حسن البنا
قبل ما يكون جماعة الاخوان وتنتشر ونفضها سيرة .
. ما تقول حاجه يا بروف يا خويا . الله بقه .
البروفسير حسونة :
_ يا جماعة كل شئ ممكن . وكل حاجه معمول حسابها . أهم
حاجه اللى بيستعمل الآلة .
شيخ ملتحى :
_ كل هذا هراااء … هراااء … يا كفرة يا ولاد الكلب . يااااقابل
التوب ……. يا غافر الذنب … حيييييييي … حيييييييي .
_ البروفسير حسونة :
_ علم الانسان مالم يعلم .. صدق الله العظيم .
الصحفية لزميلتها :
_ شوفى ياختى البروف وعمايله …. مش قلت لك حصان
طرواده … طب والله دا حصان طروادة يا نبيله . ياختى
وانا حا اوجع دماغى ليه .
( فى هذه الاثناء تدخل عاملة نظافة مرتدية اليونيفورم وعلى
رأسها حجاب )
عاملة النظافة لحارس الباب :
_ اوعى ياخويا لازم اشوف البروفسير حسونة .( تنادى )
يا بروف … يا حسونة بيه .
( ينتبه اليها البروفسير حسونة )
البروفسير حسونة :
_ سيبها يا حسن … تعالى ياذكيه ….انتى كمان عايزه تحجزى
فى آلة الزمن . عال عال . لازم كل فئات الشعب تستفيد .وعايزه
تمسحى ذنوبك يا ذكية . ولا تروحى المستقبل تصلحى وضعك
الاجتماعى . ويبقى عندك فلوس كتيير . أوعدك قدام شوية
حا ننزلها على البطاقة الذكية .. ونجبر الدولة على الدعم .
ذكيه :
_ وضع اجتماعى ايه يا بروف . وفلوس ايه بس . لا هو
انت فاكر ان الشويتين الامريكانى دول حا يخيلوعليا . الغنى
هوه الله والرزق من عنده . والستر هوه الطلب . اه والنعمة
زمبؤلك كده .
البروفسير حسونة ؛
_ أومال عايزه ايه ياذكيه ؟؟
ذكيه :
_ أبدا يا خويا …. جايه اديك المسمار اللى وقع من الجهاز .
أهوه ….. خد ………………………خليتك بعافيه .
( تضج القاعة بالضحك . وسط همهمات الحاضرين .
وتقفل الستار ببطئ شديد حتى يغيب الضحك عن جمهور
الصــــالة )
بقلم ورؤيا : نورهان صلاح/جمهورية مصر العربية