قطوف الصباح / بقلم : إسماعيل هموني / المغرب

قطوف الصباح تسيل ؛ ظاهرة وخفية ؛ لا تحجب أسرارها عني . تذكرني بنبع واحد يفشي

 

سر الأرض . أن يديك تدخلني في طقوس التجلي ؛ ويخطفني كحل عينيك ساعة التملي .

 

بين قبائل الغنج ؛أسوق ظعائني ؛ أرهن سيفي للخشوع ؛ولا أبرح غمازتيك ؛ ولا أراني

 

سوى إنحياز النهار لضحكة صافية تسكن شفتيك .

 

هذه تباشير الهوى تلتهب على قمة الصمت ؛ فيغريني البوح على الصمت ؛أقفل شفتي

 

بقفل من صدى خلخالك يترنح صوته على الرمل ؛وأتبع جرحي الممتد في العروق .

 

من أشعل الماء في خاصرة الضوء؛ وجاء يفتي للعطش أن يكون سند البراري؟

 

رأيت سري ينحني لكنز طافح بالرعشة و المودة ؛ يدوزن أيقاع الرصد على شهد

 

النحل ؛ ويخفي ؛ في وجنتيك ؛ غلال الليل ؛وما تودد إليه الإنمحاء .

 

على قمة عليا من الضوء ؛ جمعت جهات الكون ؛ فككت عروة حبال الوقت ؛

 

لأعرف ؛من عيونك ؛أضواء التقوى ؛ كأني على موعد مع نجم اصطفاك عند

 

الانتماء . لم ألحظ أن الليل فات مبكرا بين كفيك ؛ ودمدمت الرياح على صهوة الكلام

 

ومازال اللوز يحفظ نواره في شروق الضحكات .

 

هل كنت تضحكين حين شممت عطر الربيع يمشي رفيفا بين الأنسام ؛ ويختبر

 

خياشيم الأرض ؟

 

أعرف أنك كنت تصرين على خيانة الليل ؛ وتنامين مثقلة بالسهر على سرير

 

الخلود . وأنت تسابقين الحلم إلى هواجس السؤال ؛ ولا ينفلت من كنهه سوى عبق

 

الفراشات على سعف النخيل .

 

وأعرف ؛ من نظرة عينيك الواسعتين ؛ أن خيال الأنثى لا يضاهيه في الشساعات

 

ركض غزالة في البراري ؛ أو عمق سؤال يحلق في جنح الظلام .

 

وأنت ؛وحدك ؛من يرسم في المرآة سري ؛ وتخطين على المجاز مسار زماني .

 

آمنت أن الشعر بعض من سورة الحب ؛ وأن عقوبة العاشق أن يملأ دنان الوقت

 

بخمرة البيان ؛ حتى إذا جاءته امرأة صب لها ؛ من روحه ؛ رجع الألحان ؛ وبراءة

 

القلب في يفاعة الزمان .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!