قطوف الصباح تسيل ؛ ظاهرة وخفية ؛ لا تحجب أسرارها عني . تذكرني بنبع واحد يفشي
سر الأرض . أن يديك تدخلني في طقوس التجلي ؛ ويخطفني كحل عينيك ساعة التملي .
بين قبائل الغنج ؛أسوق ظعائني ؛ أرهن سيفي للخشوع ؛ولا أبرح غمازتيك ؛ ولا أراني
سوى إنحياز النهار لضحكة صافية تسكن شفتيك .
هذه تباشير الهوى تلتهب على قمة الصمت ؛ فيغريني البوح على الصمت ؛أقفل شفتي
بقفل من صدى خلخالك يترنح صوته على الرمل ؛وأتبع جرحي الممتد في العروق .
من أشعل الماء في خاصرة الضوء؛ وجاء يفتي للعطش أن يكون سند البراري؟
رأيت سري ينحني لكنز طافح بالرعشة و المودة ؛ يدوزن أيقاع الرصد على شهد
النحل ؛ ويخفي ؛ في وجنتيك ؛ غلال الليل ؛وما تودد إليه الإنمحاء .
على قمة عليا من الضوء ؛ جمعت جهات الكون ؛ فككت عروة حبال الوقت ؛
لأعرف ؛من عيونك ؛أضواء التقوى ؛ كأني على موعد مع نجم اصطفاك عند
الانتماء . لم ألحظ أن الليل فات مبكرا بين كفيك ؛ ودمدمت الرياح على صهوة الكلام
ومازال اللوز يحفظ نواره في شروق الضحكات .
هل كنت تضحكين حين شممت عطر الربيع يمشي رفيفا بين الأنسام ؛ ويختبر
خياشيم الأرض ؟
أعرف أنك كنت تصرين على خيانة الليل ؛ وتنامين مثقلة بالسهر على سرير
الخلود . وأنت تسابقين الحلم إلى هواجس السؤال ؛ ولا ينفلت من كنهه سوى عبق
الفراشات على سعف النخيل .
وأعرف ؛ من نظرة عينيك الواسعتين ؛ أن خيال الأنثى لا يضاهيه في الشساعات
ركض غزالة في البراري ؛ أو عمق سؤال يحلق في جنح الظلام .
وأنت ؛وحدك ؛من يرسم في المرآة سري ؛ وتخطين على المجاز مسار زماني .
آمنت أن الشعر بعض من سورة الحب ؛ وأن عقوبة العاشق أن يملأ دنان الوقت
بخمرة البيان ؛ حتى إذا جاءته امرأة صب لها ؛ من روحه ؛ رجع الألحان ؛ وبراءة
القلب في يفاعة الزمان .