تجَرَّدتُ من خَوفِي لألبسَ دفتَرا
و قد جئتُ من بينِ الظَّلامِ لأَعبُرا
ففِي عينِيَ اليُسرى رسائِلَ غربَةٍ
و في عَينِيَ اليُمنى أقاوِمُ خنجَرا
و يُوقِظُنِي دمعٌ على خَدِّ طفلَةٍ
فأَنهَضُ من بينِ الرُّكامِ لأَثأَرا
كأَنَّ مِدادِي باتَ ظِلّاً و خَيمَةً
لتَأوِي جِراحِي تحتَها ساعَة الكَرى
بلادِي لقَد شَحُوا عن الوَصلِ إخوَةٌ
فباعُوا علَينا الجُوعَ خبزاً لِنُشتَرى
وقَد أحرَقُوا بالحِقدِ كلَّ غمامَةٍ
وسُجِّرَ فيكِ الماءُ حتّى تبَخَّرا
عشِقتُكَ مُذ كانَت ليَ التُّربُ لُعبَةً
و قد شِبتُ لكِنَّ الهوى ما تَغَيَّرا
و جمَّعتُ في عمقِ الأنا في دفاتِرِي
بقايا منَ الحُبِ الَّذِي كانَ سُكَّرا
أيا كعبَةَ الأحلامِ قَلبِي قد انبَرى
بِما فيهِ من شَوقٍ إلَيكِ و كَبَّرا