تتكرر كلمة المواطَنَة، ولا أحد يفسر ما المعنى، فالمواطن الإنسان له مفهوم يختلف عن الإنسان المواطن، أما الرسمي له مفهوم آخر، فلنستعرض بعض المعاني لنعرف أين نحن.
هناك إقرار واعتراف من الإسلام بالسماح للمسلم بحب وطنه وعشيرته وقومه ومسكنه، فهذا الحب فطري لأن الإسلام يقر الفطرة.
أما المسيحية التي تعارضت مع الحضارة الرومانية لأن المسيحية ليست دينا دنيويا وأن الحياة الصالحة على الأرض ما هي إلا تحضير لحياة الآخرة الصالحة.
والثورة الفرنسية ربطت المواطَنَة بدفع الضرائب، لكن في انجلترا فهي لمن يملك بيتا.
وفي ألمانيا فهي لمن دمه ألماني وأن ألمانيا وطن للجميع أينما كانوا وأنهم فوق الجميع.
وفي أمريكا التي يتغني بها بعض (العربان) فالشعب الأسود لا زال يعاني من التمييز العنصري حتى لو كان رئيسا للبلاد.
ولأن الإنسان يحب الأرض التي ولد على ترابها فمن الواجب عليه أن يحب الخير للكون كله مثلما يكره الشر للكل ولا ننسى قول النبي عليه الصلاة والسلام عند مغادرته مكة المكرمة ” إِنَّكِ لأَحَبُّ بِلادِ اللَّهِ إِلَيَّ ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَيَّ ، وَلَوْلا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ ” .، وأن الناس صنفان، أخ لك في الدين أو نظير لك في الأخلاق. فإننا نجد الإدارة الناجحة تنتج موظفا منتميا ومتحمسا للعمل والإنتاج.
تاهت كل المعاني وكثرت الفرضيات وتعددت القوانين والتعليمات لأننا لم نعترف بعد بأن الأوطان في المنطقة العربية تشكلت نتيجة مقايضات سياسية، ثم تبعها الفشل خلال قرن كامل بتوليد قيمة المواطَنَة لعدم التمكن من تحديد عوامل بناء الأمة فالتجأت الزعامات لروابط الطائفة والقبيلة وإحياء النعرات للاستمرار في الحكم أطول مدة ممكنة. فظهر مفهوم الإقصاء والقوانين الخاصة لخدمة فئة دون أخرى.
فإما أن نواجه مشاكلنا وأسباب ضعفنا وتخلفنا وجهلنا وتعصبنا وإما : ( داوي جرحك مليح لا يدمي ولا بيقيح ).
و يا ربي رحمتك،،،.