كتب عمرو الشريف
ثلاثون عاما في قفص المعاناة
تتحرر
في فجر الثلاثاء الموافق ١٨-١٠-٢٠١٦ لاقت المرحوم بإذن الله فلسطين خليل القيسية وجه ربها و ذلك في مشفى الأمير هاشم العسكري بعد معاناه طويلة مع المرض فلسطين من مواليد سبعينيات القرن الماضي في مدينة الزرقاء لعائلة متوسطة الحال و التي بدأت حياتها طبيعية كأي طفل إلا أنها و في عمر الثامنة صارت تشكو من آلام مزمنة في البطن لم تكن معروفة المصدر آنذاك و اكتفى أطباء المراكز الصحية بالمسكنات لحالتها طوال عامين لكن بعد معاينة حالتها في المدينة الطبية تبين وجود خلل في عمل الجهاز البولي لدى الطفلة أدى إلا تلف كبير في الكلى و كذلك تآكل في المحيط الحشوي لها نتيجة لارتداد البول و تراكم املاح معدنية الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل تضاعف إلى حد قدرتها على المشي في ما بعد و ضعف في السمع و هشاشة عظام و تضخم في القلب كل هذا جعلها حبيسة المنزل و كرسيها المتحرك طوال أكثر من ثلاثين عاما و برغم كل ما ذكر أشار شقيق المرحومة المهندس خالد القيسية أنها كانت تتحلى بالشجاعة و الصبر و الإيمان العميق بما كتب الله و كذلك أكد على صحتها النفسية الجيدة و علاقاتها المميزة مع محيطها الاجتماعي حالة فلسطين تدهورت بشدة قبل عامين بسبب وفاة والدتها التي كانت قائمة على رعاية جميع شؤونها لتعيش فترة مرضها الأخيرة في حالة من العزلة و الحزن و يذكر أنها نقلت إلى المشفى قبل وفاتها بأيام نتيجة تعطل جهاز الغسل البدوي الذي كانت تستخدمه و هناك تم التعامل مع حالتها من قبل الطاقم الطبي في مشفى الأمير هاشم العسكري و نقلها الى وحدة العملية المركزة حيث وافتها المنية سائلين الله عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته و يسكن روحها الجنة و أن يلهم أهلها الصبر و السلوان