الشاعرة ليلاس زرزور تحاور الشاعر السوري باسل طيباني

لصحيفة آفاق حرة 
باسل طيباني

..

من مدينة حمص.
له من العمر 44 سنة
عاشق حرفٍ .. مرهف الإحساس ..
نشرت له العديد من الصحف الورقية والإلكترونية ..
نال العديد من شهادات التقدير ..
شارك بالكثير من الأمسيات الشعرية وتألق بها ..
كان لنا معه هذا الحوار الماتع القيم ..
** متى اكتشفت موهبتك الشعرية ؟ وهل كان للظروف التي عشتها دورها في ظهور هذه الموهبة ومن كان له الفضل في اكتشاف موهبتك الشعرية
الأمر ليس اكتشاف.هو شيء يولد مع الإنسان ويظهر تدريجياً عند من حباهم الله بهذه المزيّة عند نضوجها.. ولقد كتبت ما أسميته في ذاك الوقت شعراً عندما كنت في المرحلة الإعدادية أي في الصف السابع والكل كان معجباً بكلماتي رغم أنها مفتقرة للوزن والحرفنة.
** الشعر الحقيقي هو انعكاس لموهبة ولكن ذلك لا يكفي لانتاج ما نصبو إليه من إبداع .. ما هي العوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة؟.
أهم عامل لصقل موهبة الشعر هي القراءة مع التعمق في معاني الكلمات. سواءً قراءة الروايات الأدبية أو الدواوين الشعرية
** كثير من الشعراء لديهم الحظ ولكن ليس لديهم المعجم اللغوي كيف تفسر ذلك ؟
لاحظّ في الشعر إما أن تكون شاعراً أو لا ولكن على كل شاعر أن يكون لديه بنك مفردات… وهذا الأمر لا يتم إلا بكثرة المطالعة…وعندما يرتبط الحظ بشاعر لا مفردات لديه فتأكد بأن المال هو ستاره الشفاف
** ما رأيك بالحركة الأدبية حاليا خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الإجتماعي السريعة؟.
الحركة الأدبية تعاني من شلل.. والسبب قلة القرّاء وانحسار اللغة العربية والمهتمين بها في عصرٍ تسود به لغة المال والأعمال..
أما وسائل التواصل الاجتماعي. فهي سيف ذو حدّين.. فهناك منابر ثقافية راقية ويشهد لها أهل الأدب والثقافة.. ولكن بالمقابل هناك منتديات لها وجهٌ ثقافي والحقيقة أن هذا الوجه مشوّهٌ خاضعٌ للكثير من عمليات التجميل… حيث أننا نجد أن فيها من يدعي أنه شاعر ولديه أطنانٌ من الأخطاء. ويصفق له الجميع. ويصدق نفسه. وهذه هي الطامة الكبرى
** هل يمكن القول أن المعلم هو الأساس لاطلاق أي موهبة أدبية
وهل يستطيع المعلم أن يختصر على الموهوبين سنوات طويلة يحتاج إليها الموهوب لتطوير ذاته؟.
نعم نعم المعلم المخلص هو المؤسس الأول لأي إبداع وفي أي مجال
** ما رأيك بالنقد؟.
النقد من شخصٍ متخصص مشهود له بالعدالة والموضوعية.. هو نقدٌ طيبٌ مباركٌ فيه. وهو بمثابة البوصلة التي يهتدي بها الضال
** هل ترى ان الشعر العربي حاليا يمر بحالة تقهقر؟.
لا… فهناك أسماء جدد رأيناهم وسمعنا لهم وهم قمم وقامات مثل برنامج شاعر المليون. فيه الخير الكثير وفيه شعراء لهم مكانة راقية
** ألا تشعر بأن هناك تباينا بين الشعر المعاصر والشعر القديم؟.
هناك هوّة سحيقة بين الجيلين
** ما نوع الشعر المفضل لديك ؟
هل الشعر هو تعبير عن الإحساس
الشعر العامودي… وشعر التفعيلة
.. والشعر بلا شك هو تعبير خالص عن كل ما في النفس من مشاعر وحالات تتقلب بين العقل والقلب
أكون بحبّكم
أكــــونُ بحبّكــم أو لا أكـــونُ
فـقلبي لا يـليقُ بــه السّكــونُ
يُحَرّكُـــهُ الـجمـال لنظـمِ شِعرٍ
تَـمـايَلُ مِــن جَــزالتهِ الغصونُ
يُغنّي البلبل الصّــدّاحُ شَـوقي
كــناي الحُزن تُبكـــيهِ اللحونُ
رسـائل تَـرتوي من عين صبٍّ
علــى الأوراق تُمطـرُها عـيونُ
يَــخــال المرءُ أنـّا فـي هواكم
أُنـاسٌ فـي مــلامحـنا جـــنونُ
نَـدور لنرتقي في الحُبّ سُكراً
فتُطوى فـي دواخِلنا السّجونُ
هـــي الأرواحُ إن حَــنّت تُنادي
و كَـم بالعشق قد بَليَت جُفونُ
** هل الشعر صناعة؟.
هو صناعة من أوجه عدّة.. فلا بد أن يخضع البيت لقوانين وقواعد وأوزان. فعند اكتمال القصيدة يكون الشاعر قد صنع تحفة يعشقها كما يصنع النحات منحوتته…والقصيدة التي تخرج من القلب. تصل لقلوب القرّاء بكل سهولة
**ما رأيك بقصيدة النثر التي تحررت من القافية والتفعيلة والوزن وزاحمت القصيدة التقليدية ؟ وهل انت مع تصنيفها تحت خانة الشعر ؟.
هي ليست شعراً ولا تمتّ له بِصِلة… ولكنها فنٌّ جميلٌ بين يدي بعض من حباهم الله بغزارة في الصور الأدبية التي تأخذ القارئ لما وراء حدود الخيال… فليس كل من كتب نثراً يستحق الثناء
** كيف ترى الوطن في شعرك؟.
الوطن هو الأب الذي طالما قصّر الأولاد في حقه وفي طلب رضاه
**ماهي العوامل التي ادت إلى الحد من انتشار الكتاب الورقي في عالمنا العربي ؟ وهل تعتقد بأن وسائل الإتصال الحديثة سهلت الحصول على النسخ المجانية إحدى هذه العوامل ؟.
الكتاب الورقي مكلف للغاية وأذكر أنني كنت أدخر المال لفترة حتى أستطيع شراء كتاب بينما الكتب الإلكترونية في سهلة المنال ولكنها فاقدة لروح الكتاب وجماله
** كيف تنظر للمرأة في شعرك وكيف تجد المرأة كشاعرة ؟
المرأة غالباً ما تكون دافعاً للشعراء لإخراج كل ما هو جميل… غزلا كان أو شكوى
وهي الأم والأخت والإبنة والحبيبة.. وربما تكون عند أحدهم الوطن بما فيه…
وكم هو جميل أن تكون المرأة شاعرة ليكتمل الجمال بالجمال.
أمر هواك
حــــرامٌ أن أراكَ ولا تَــــرانــي
وقـــلبي مـن غرامك كَم يُعاني
أُحــبُكَ دونَ أن تـــدري وحُبّـي
بجـــمرٍ مِـــن حنينٍ قَــد كواني
وإنّـــي زاهـــدٌ في الغيــر قلبي
وأنتَ الــــوجدُ يـــا كُلّ الأماني
كـــأني في غرامِـكَ صِرتُ نثراً
لـقــــافــيةٍ تئنُّ بـهــا المعــانـي
أُقاتِل في سطوري سيفَ حرفٍ
يُقَـطِّع مــــا تَـبقّى مِـــن بَنـــاني
نَـهيتُ الــعقل عَـنكَ فقـالَ قلبي
عـيونُــك سُكْــرُ مَن حازَ التداني
( فــمــا عــرف البلاغـة ذو بيانٍ)
إذا مـــا كـــان ذِكْــرُكَ في البيان
فـــأنتَ الـكُلّ في عيني وروحي
وأَمْــــرُ هـــواكَ مِن ربّـــي أتـاني
ولـــو قال العذولُ فلستُ أُصغي
سيَصدَعُ للغـــرام وإن هَـجــاني
** هل توافق على مقولة إن إصدار الدواوين هو إثبات للذات أولا وأخيرا؟.
لا مطلقاً إنما الدواوين جُعلت لحفظ إنتاج الشاعر وقد تكون حجة له إن كانت جميلة وقد تكون حجة عليه إن كانت مجرد عبارات دفع لها المال الكثير ليطبعها بغرض الشهرة
** ما سر نجاح الشاعر؟.
صدقه. وتواضعه
أمّاه
حُـــبي لهــا مـــلأَ الثُّـريــا والثّرى
لــــو أنّـهــا تــحنـو عـلـيَّ وتَنـظُـرُ
هـــيَ نَجمةٌ بــل بَـدرُ تمٍّ إن بَدت
عـــن بُعـدِهـــا يـاناسُ لا لا أقـدِرُ
لــدُعــائـها حُجُبُ السَّماء تفتَّحَت
والــوردُ مِـــن أنـفــاسهــا يتعطـّرُ
وحــروفـيَ الخجلـى إذا مـا زرتُها
فــي بــاب قـــلبي دائمــاً تتجمهرُ
مَــن ذا يـــوفّـي للجليلــة قــدرها
إنّـــي بـطيب رضــائهــا أتــدثّــــرُ
لـــولا رِضـــاهــا ما حييت للحظةٍ
مِــــن دون نـــور عـيونـهــا أتعثـّر
هـي كـوكـبٌ هي دُرّةٌ هي كـلُّ ما
حَوَتِ السَّمـاءُ.. لهـا المقـامُ الأكبرُ
أُمّــــاهُ.. إن كـتبَ اليراعُ قصيدةً
بمديح قدرك…. إن عَلَت فمقصّرُ
**لمن تودع أسرارك وأراءك الشخصية؟
لنفسي فقط.. فالشاعر بحرٌ من أسرار
** لو جلست وتساءلت حول ما أنجزته فماذا تقول؟.
لا أزال في أول الطريق وعليّ أن أتعلم أكثر
** ماهي كلمتك لجيل اليوم؟.
تعاهدوا الكتاب وبادروا لتقبيل سطوره ما استطعتم.. فبالقراءة ترتقي العقول وتسمو النفوس
** كلمة تحب توجيهها إلى القراء ..
لي رجاء عند كل من يحب أن يقرأ الشعر أو أي نوع من أنواع الأدب.. لا تكتبوا تعليقاً لأي شخص كان إذا لم تقتنعوا بما يقدم فلن يقف الكاتب ومعه سيف ليقطع رقبة من لا يعطيه مديحاً يروق له… بل هناك من دمّر الكتاب بتعليقاته حتى أن أحدهم ليظن بأنه المتنبي وهو أقرب للأميّة من كثرة الأخطاء…
لكم جزيل شكري وامتناني لرحابة صدوركم وأعتذر إن أطلت في بعض أجوبتي..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!