لفرطِ ما أسرفتِ
فيهِ من الغياب
حيّزت نفسي جانباً،
وأخذت أنظر لتجمع الدائنين حول أيامي وقلبي،
وهم..
معمعة الظروف،
وهمُ المستقبل،
وقع الكوارث ،
ضحايا الحروب،
أنين الجوعى،
وخجل المتسولين.
أتوا لاقتضاء حقوقهم من مقدار “القلق” المأثور في قلبي.
فقسّمتهُ بينهم كما يجب، لكأنه مال مشاع،
وإنتِ، لم تأتِ، قسطكِ المتروك منه، خبأته في جنبات قلبي، لإيماني الفارط بحتمية قدومك ولو بعد حين.
أخذ الجميع منّي مآربهم،
وظلَّ ما أدّخرته لك
شاغراً، مشبّع بالفراغ
حتى غدا كحق مهجور، لا راغب فيه،
تعاقبت الأيام والليالي على أخذه
لطارئٍ ما، متحججة بأن الزمان هو المسْقِط للحقوق.
وفي خِضّم هذا وذاك، أمعنتُ في شيء كأني لم أره من سنين،
قلت أخيرا…
نبتت أظافر يدي، بدت قوية ولامعة على رؤوس أصابعي،
شكّل بروزها الطاغي، إضافةً جديدة لبقية أجزاء الجسد،
لطالما كان القلق يحيك أمر أجتثاثُها عند كل بدء،
كآن آكِلُها الوحيد.
-حينها
فرحت مرةً؛
كون الظروف استجابت،
وخضعت لرغبة ما،
رغم تفاهة الأمنية.
.
وحزنتُ كثيراً
عليكِ، أيتها الغائبة،
طالما أخضعتُ المسخّرات عبثاً؛ لوجه رضاك، تارةً، وغالبًا، لأتجشّم عبى انتظاركِ البخيل بأقل كُره محتمل.
حزين لمكانك المسلوب،
لقد بات مملوء بما ليس يعنيك،
تعيس لأجل أشياءكِ التي فقدت رونقها،
ولم تعد بفعلك محببة للجوء،
ولإسمكِ الذي أضحى باردا، فلم يعد ذِكره كافٍ لنفض الغبار عن إثارتي،
ولو بمقدار حملي
لقضمِ أظافري
من جديد.!