كَفَى/بقلم:أحلام الزامكي

و أنتَ!
يا أنت،
المَبتُورُ مِنِّي بِمِقصَلةِ غِياب!

بِمِقدارِ قُربي البعيدِ منك!

وَ بِحَجمِ آخِرِ لَهفةٍ لِنَبضيَ نحوَ حَوَافِّ رُوحك!

يَلفحُنا هَجيرُ هُروبِنا الأحدب !
تؤلِمُنا خياراتُنا !

نحنُ الذينَ دَاهَمَنا الوداع !

أَ نَحيا بِثُقبٍ تَتَوسَّعُ مِساحتُهُ بِثَرثَرةٍ تَلتهِمُنا؟

أم نَمُوتُ بانحدارِنا الأَبكم ؟

أيَا حكايا أَمسِنا !
هلَّا تَرَفَّقتِ بِنا؟

هلَّا توقَّفتِ عن التهامِ غَدِنا ؟

هلَّا احترمتِ حَضرةَ الدمعِ الوَقور ؟

و هلَّا جَمَعتِ نُفاياتِ مَنافِينا ،
و بَعثَرتِها بِوَجهِ صَلابَتِنا المُتَصلِّدةِ زَيفًا بِنا ؟

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

وَ تقطَّرَت مِن جَمرِ رُوحي دَمعتان!

دمعتان !

كَآخِرِ آثارِك من مَدائنِ قلبي!

آخِرِ بَصماتِ أصابعِكَ على مَقبضِ بابيَ المشقوقِ بانتظاراتِك!

آخِرِ كلماتِكَ في أسرِجَةِ هَذيانِك !

و آخِرِ التفاتةٍ لِظِلِّكَ المُعتَم!

دمعتان!

تُطَلمِسَان طيفَكَ المَحمومَ بي!

تُغَنِّيانِكَ نَحِيبًا!

و تَطوِيانِكَ نَجمًا في مواسمِ أُفُولٍ فَرِيد!

فَلتَعتَنِ بِك!

بِقلبِك !

اِحمِهِ مَنكَ،
وَ مِن وِحشةِ الأشياءِ بعدي !

مِن وَدقِ شَتاتِك !

و مِن نَوارِسِكَ المُسَيلِمِيَّةِ كُلَّما نَادَتها مَنافي طُقوسِها السمراء !

أعرفُ أنِّي امرأةٌ تكتُبُ ألفًا ،
و تَبُوحُ بِحَرف!

تَختزِلُ المَعنى بِلَفظ ،
وَ تُعَنوِنُ النَّشيدَ بِتَرنِيمة!

لكنِّي أعرفُ أيضا
متى أقولُ لِقَلبي :”كفى”

كَفَى حُبًّا !

كَفَى تَلَفا !

كفى صَخَبًا !

كفى غَرَقا !

فَيَا قلبُ عُذرا 🤍

عُذرًا ؛ لِتَأَخُّرِ هَذهِ
ال (كفى).

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!