و أنتَ!
يا أنت،
المَبتُورُ مِنِّي بِمِقصَلةِ غِياب!
بِمِقدارِ قُربي البعيدِ منك!
وَ بِحَجمِ آخِرِ لَهفةٍ لِنَبضيَ نحوَ حَوَافِّ رُوحك!
يَلفحُنا هَجيرُ هُروبِنا الأحدب !
تؤلِمُنا خياراتُنا !
نحنُ الذينَ دَاهَمَنا الوداع !
أَ نَحيا بِثُقبٍ تَتَوسَّعُ مِساحتُهُ بِثَرثَرةٍ تَلتهِمُنا؟
أم نَمُوتُ بانحدارِنا الأَبكم ؟
أيَا حكايا أَمسِنا !
هلَّا تَرَفَّقتِ بِنا؟
هلَّا توقَّفتِ عن التهامِ غَدِنا ؟
هلَّا احترمتِ حَضرةَ الدمعِ الوَقور ؟
و هلَّا جَمَعتِ نُفاياتِ مَنافِينا ،
و بَعثَرتِها بِوَجهِ صَلابَتِنا المُتَصلِّدةِ زَيفًا بِنا ؟
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
وَ تقطَّرَت مِن جَمرِ رُوحي دَمعتان!
دمعتان !
كَآخِرِ آثارِك من مَدائنِ قلبي!
آخِرِ بَصماتِ أصابعِكَ على مَقبضِ بابيَ المشقوقِ بانتظاراتِك!
آخِرِ كلماتِكَ في أسرِجَةِ هَذيانِك !
و آخِرِ التفاتةٍ لِظِلِّكَ المُعتَم!
دمعتان!
تُطَلمِسَان طيفَكَ المَحمومَ بي!
تُغَنِّيانِكَ نَحِيبًا!
و تَطوِيانِكَ نَجمًا في مواسمِ أُفُولٍ فَرِيد!
فَلتَعتَنِ بِك!
بِقلبِك !
اِحمِهِ مَنكَ،
وَ مِن وِحشةِ الأشياءِ بعدي !
مِن وَدقِ شَتاتِك !
و مِن نَوارِسِكَ المُسَيلِمِيَّةِ كُلَّما نَادَتها مَنافي طُقوسِها السمراء !
أعرفُ أنِّي امرأةٌ تكتُبُ ألفًا ،
و تَبُوحُ بِحَرف!
تَختزِلُ المَعنى بِلَفظ ،
وَ تُعَنوِنُ النَّشيدَ بِتَرنِيمة!
لكنِّي أعرفُ أيضا
متى أقولُ لِقَلبي :”كفى”
كَفَى حُبًّا !
كَفَى تَلَفا !
كفى صَخَبًا !
كفى غَرَقا !
فَيَا قلبُ عُذرا 🤍
عُذرًا ؛ لِتَأَخُّرِ هَذهِ
ال (كفى).