أقلُّ بإغمائةٍ منْ طربْ/بقلم:عبدالرحمن حسن

مللتُ الطقوسَ
مللتُ المُثولَ أمامي صباحَ مساءْ
مللتُ الكِتابةَ
ما ذنبُ مَنْ يقرأونَ كتاباتِنا
أنّنا سيئو الحظِّ
أو أنِّنا شعراءْ؟
أليسَ منَ الحزنِ أنّا هنا؟
أليسَ منَ الحبِّ أنّ علينا الغناءْ؟
وكيف يكون الطربْ؟

لماذا يُفسّرُ ظِلّي على أنَّهُ واقفٌ في طريقي
وليسَ جواري؟
لما لا يكونُ المُسجَّى أنا أو غباري؟
مزيداً من الضوءِ حتَّى أفيقَ
قليلاً منَ اللونِ حتَّى تسمّي المواويلُ داري
ونشربُ نخبَ العناقيدِ ماءً
ونخبَ الكلامِ عنبْ

بماذا تفكّرُ أسطورتي بالنيابةِ عني؟
وماذا رأتْ في غيابي؟
وأينَ تُحدِّقُ نظارتي حينَ أغفو
وحينَ تصابُ الأنا بالتعبْ؟

لماذا تظنُّ التفاصيلُ أنّي تجاهلتُها
حينَ قُلتُ: ضعي بينَ قوسينِ ما لمْ نقلْهُ
وخطّاً لما قالَهُ الصّمتُ تحتَ الصَّخبْ؟

لماذا أغامرُ بالكلِّ مِنْ أجلِ طيفٍ
وأبني منَ الحزنِ أسطورةً للهربْ؟

لما لا أجرّبُ حظّي بعيداً عنِ النصِّ
حيثُ يكونُ المجازُ أقلَّ بإغمائةٍ
والكواليسُ أكثرَ إطلالةٍ مِنْ كثبْ

لما لا أمارسُ ذنبي كغيري
منَ الكائناتِ
وأتركُ للنّارِ فِطرتَها
في اختيارِ الحطبْ

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!