دَبْلـَجَة/بقلم:البشير بن عبد الرحمان

كان يمكنه أن يؤثِّث ريحانه
ويجدِّد أفنانه…
حين حطَّت على رمله
قطرة شاردةْ
كان يمكنه أن يُجَمِّعه من مراياه
ويشكله صورة واحدةْ
كان يمكنه أن يتسلّق دالية من أصابعه
ليبوح بأسراره للمغيب
وللحظة الشّاردةْ
كان يمكنه أن يرمِّم جبهته
ليهندس ضحكته الواعدةْ
كان يمكنه أن يرقّع أثواب قافية
كم انتبذت… دون نخل
وما نذرت من صيام
يُفرِّق من هذه… الحاشدةْ
كان يمكنه أن يرى دمه ناصعا ونقيّا
يطرَّز أشواقه لتطل من الشُّرفات
وتلهب وردته الخامدةْ
كان يمكنه أن يُفصِّل من سِحر
أيامه سَحَرا يتفيأ ظلا
لدمعته السّاجدةْ
كان يمكنه أن يمدّ يدًا للرّبيع
بيضاء من غير سوء ليبقى
ويحملها جثة هامدةْ
كان يمكنه أن يُسَطِّر ملحمة
على صفحات المياه
تـُفيض على خدّه
فرحة النيل أغنية خالدةْ
كان يمكنه…
لولا كم من دخان
تصاعد من روحه الرّاكدةْ
هل أتاك الحديث المدبلج
من حديثٍ يرابط في شفة باردةْ؟

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!