من يعشق الصباح/ بقلم:راما الرفاعي (سوريا)

من يعشق الصباح
تأبى عيناه النوم
إنها اللهفة
لمن لا ناقة له ولا جمل
بالدفاع عنها
إنها الحياة
لمن أغوته أحلامه
لمضاجعة ليله الطويل
فارتمى بجسده اللامرئي أرضًا
يلهث بحرارته ملتاعًا
لم يجد ماء يروي عطشه
الذي أغواه
كان جنونيّا كضحكة الموت
في الحروب
إنه الهذيان بأم عينه
ما هذه الصور تمرُّ كلمح البرق
كيف لي بلمسها
ما هذا بحق الجحيم!
ارحلوا عني
أيتها التماثيل اللاغية
سئمتكم جميعا
سئمتُ البرود
ووحشة الظلام
ماتت رغبتي
أمام عيني
دعوني أرثيها
كما أريد
بالشكل الذي أريد
لا تلوموا لهفتي
وصوت طفولتي
تبًّا لساقٍ واحته خضراء
دعاني لكأس نبيذ
وحفلة شواء
أعطيته كأسي
وابتسامة مشرقة
ومضى بهما
تاركًا قلبي في منتصف الليل
وحده
تغتاله غفوة عذريّة
ككل صباح

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!