نائمٌ في الريح/بقلم:رمزي الواحدي

تقول للجذرِ : ما يغريك بالسَّفَرِ ؟
ما من جوابٍ سوى ظلِّ السؤالِ على ضوءِ الشموعِ التي تختالُ في المطرِ
تلك المسافةُ بين الخوفِ والحذرِ
وموجةٌ من صدىً قالت: أنا قدري
فاجتثها الصمتُ
وقشةٌ حزمت للريحِ عدَّتها
لكنني نمتُ

وقلت للصبحِ : لا تكذب على النظرِ
دربُ الثواني تقصَّى سيرَهُ الوقتُ
يا للفقاقيعِ إذ تخشى من الحجرِ
لكنني نمتُ

غداً سأقطعُ بعضَ الآهِ أو أقفُ
الفرقُ بين تفاصيلِ الأسى ترفُ
كأنه كاذبٌ لله يعترفُ
هذْيُ العلاقةِ بين اللحنِ والوترِ
مرآة وجهين ضوءُ الشمسِ في القمرِ
مسافرٌ قال لو أحببت ما بُنتُ
لكنني نمتُ

((ودّعْ هريرةَ إنّ الدربَ مرتحلُ))
ودعتها قبل لقياها فلا أملُ
لا بُعدَ في السفرِ
يدرون من وصلوا
مثلُ الشهابِ الذي قد ضجَّ بالسهرِ
أضاء أحزانه كي ينتهي الكبت
لكنني نمتُ

قلبي أمانٍ عرايا من تفاؤلها
كضحكةٍ دمعتْ في صدرِ قائلها
صفراءُ خضراءُ لا الألوان صادقةٌ ولا الخريفُ يراعي منظرَ الشجرِ
شابت على صغرِ
هذي الطوابير تهذي في جداولها
العيش غُمرُ حقولٍ والردى نَبْتُ
لكنني نمتُ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!