آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
إنها التاسعةُ حبًا،
بتوقيتِ القلبِ المُتعَب،
والسماءُ، ملبدةٌ بالشجون،
صقيعٌ يتسللُ إلى الأفئدة،
وعواصفُ الوئامِ
تجوبُ الأزقةَ الباردة،
تفوحُ برائحةِ النبيذِ العتيق.
الشوارعُ الباهتةُ
يتلحفها الصمتُ،
والنوافذُ الدافئةُ
تخفي خلفَ ستائرِها
حكاياتِ دفءٍ تُروى همسًا.
الأغاني،
قادمةٌ
من زمنٍ جميل،
تُعانقُ لحنَ الوجودِ
في زوايا الحوانيت،
بينما الشغفُ
يتسربُ من الستائر،
نزهةً للروحِ
الهاربةِ من صقيعِ الوحدة.
والبردُ،
قرصانٌ موحش،
يلاحقُ القلوبَ المثقوبةَ
ليتركها فريسةً للحنين.
دعينا نحترقُ بدفءِ الشتاءِ،
نذوبُ في تفاصيلِ اللحظة،
نصنعُ منها ندرةً
تُشبهُ المعجزات.
فالليلُ المُرهقُ بالبردِ،
يحتاجُ لرقصةِ عناقٍ
دافئةٍ،
قبيلَ نهايةِ المساء.
ضائعٌ في لهفتي،
أبحثُ عنكَ بين طيّاتِ الغياب،
فأجدني أنا،
المفقودُ دومًا في حضرةِ الانتظار.
أراقبُ هطولَكَ على روحي،
كنسمةٍ تختبئُ خلفَ بردِ هذا المساء،
ولا زلتُ،
أنتظركَ على حافةِ انكساري.
ها أنتَ الآن،
أمامَ صمتي تقفُ،
وأنا،
أحملُ في صدري ألفَ كلمةٍ،
ولا أجرؤُ على النُطق.
