من لي بطيبةَ تشفي القلبَ من عللٍ
والشرقُ ناءٍ .. متى يرتاحَ بي أملي؟!
أنا يا ثرى الله محتاجٌ لهيكلةٍ
تُعيدُ ما ماتَ في سلبيَّةِ الفشلِ
طيني الذي جفَّ مشتاقٌ ليِثربِهِ
حتى يعودَ بهِ من هيئةِ الخَللِ
ويستلينَ بأجرِ الوصلِ جامدَهُ
ذنبُ التَّجمُدِ فينا غيرُ مُحتَمَلِ
مستنزَفًا يا رسولَ الله من سفرٍ
أمشي حثيثا ليرتادَ النوى وجلي
أسعى إلى ركعةٍ فضلى مباركَةٍ
من هولِ ما عشتُ في أياميَ الأولِ
أخفيتُ ضعفي لكي آتيكَ معترفا
أنِّي أشيخُ وقلبي فادحُ الثقَلِ
خذني لروضِكَ طيرا لا يعرقلُهُ
حدٌّ حتى يناجي اللهَ في جذَلِ
هذا الشتاءُ بأنحائي تذوبُ بهِ
كلُّ الأماني كما أخفى الهوى زللي
من فرطِ وجدي يظنونَ الصلاحَ وما
كذبتُ إن شاعَ أمرُ العشقِ من قِبَلي
أرنو إلى الروضِ تسري بي مُخيلتي
وأنتَ تخرجُ محمولا على المُقَلِ
وحولكَ الصحبُ حوّامونَ في فرحٍ
فهم بِكَ الآنَ أضحوا عنكَ في شُغُلِ
أنَّى وطئتَ ففي نظراتهم بُسطٌ
تحنو عليكَ من الحصباءِ والبللِ
يا حظَّ أعينَهم إذ أسكنوكَ بها
فكلهم منكَ أمثالًا بلا زَلَلِ
حتى كأنَّهمُ كالأنبياءِ .. ولا
نبيَّ بعدكَ أو حتى بثوبِ ولي
من كانَ في جندهِ الأصحابُ كيفَ لنا
ألا نُصدقَهُ في جملةِ الرُسلِ
الرافعونَ لواءَ اللهَ ما بَقيتْ
نفسٌ تصلّي عليكَ اليومَ من أزَلِ
صلّى عليكَ إلهُ الصحبِ ماسُمعتْ
عند الترضي عليهم أصدقُ الجملِ
يا سيد الكونِ هذا دونَ سدرتهِ
بلغتَ ذروتهُ والناسُ في جدلِ
يا ساقي الحوضِ قد جفَّتْ مواردنا
لعلَّ مدحكَ يوم العرضِ يشفعُ لي